حرب لبنان ونخب الأمة
وواجب الوقت
في الحقيقة بعيدا عن موضوع الشماته بحزبالة والسجال الذي فتحه، والخلل الفظيع الذي كشفه عند من يُصَنَّفون كنخب في الأمة، بدايةً من مدى انفصالهم عن الواقع وأحداث التاريخ المعاشة القريبة، (فضلا عما هو أقدم)… وصولا إلى شغلُهم الأمة بسؤال العجزة المنفعِلين عن سؤال المبادرين الفاعلِين، إذ شغلوا الناس بالحديث عن ردات الفعل النفسية كالشماتة… (اللهم زدنا شماتةً بأعدائك)، متناسين السؤال الأهم، سؤال المبادرين الفاعلين، ألا وهو (ماذا نحن فاعلون؟)
*لذلك أقول إن ما يشغل بالي الآن بناء على ما يحصل في لبنان أمران أساسيان:*
*الأول:* الاستفادة من الدرس الأمني والتفكير بمدى الاختراق الأمني وإلى أي مستوى يمكن أن يكون حاصلا بيننا، وقد علمنا صبر العدو على تنفيذ الاختراق سنين طويلة…
ويكفينا على سبيل المثال أن نقول: لئن كان حزبالة اختُرِق عبر شركة مورِّدة للبيجر، ففصائل الثورة كانت تستلم القبضات من غرف الدعم الدولية!!
ولئن احتاجوا وسطاء لفتح قنوات تواصل، فقنوات التواصل عندنا مفتوحة مباشرة بلا وسيط بحكم ظروف الثورة واحتياجاتها!
*أما الثاني:* فعملية التغيير الديموغرافي الإضافية التي تجري الآن لتكمل ما بدأ منذ عشر سنوات على الأرض السورية، والتي تجعلنا نتوقع بأن يستميت جماعة الحزب في قتالهم ضدنا في أي حرب قادمة فيما لو أدركوا الاستقرار والانتقال ورتبوا أمورهم، وهم الذين ما عرفنا منهم الا التقهقر أمام اليهود والإجرام في حق المسلمين… فكيف بهم إذا يئسوا من ديارهم وتم إفهامهم بأن بديلهم هو الاستيطان هنا على أرض السوريين السنة التي هجروهم منها؟!
لذلك فإن هذا يتطلب منا استعدادا ماديا ومعنويا لحرب طويلة عنيفة، لا ينتصر فيها إلا المؤمنون الصابرون، استعداد يحتاج منا مضاعفة الجهود، والتعالي عن الخلافات، والثقة بالقيادة…
بالإضافة إلى مجموعة من الإجراءات التي تعين الناس على الثبات: كتخفيف بعض التكاليف والمصاريف عنهم (إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)، ووضع خطط طوارئ للاتصالات ولمنظومات الإسعاف، وسلاسل التوريد، وإخراج ما تبقى من المقرات العسكرية من بين المدنيين (إن بقي بعضها لم ينقل بعد)، وليس آخرا تجهيز ملاجئ محصنة جماعية وحسن إدارتها…
وأما فيما يتعلق بالبند الأول الذي تحدثنا فيه عن أجهزة الاتصال فالأمر يتطلب تحديد مجموعة من إجراءات الفحص والتدقيق الأمني تُنفَّذ على كل أجهزة التواصل، وممكن أن تتم العملية بالتدريج من الأجهزة التي مع أهم الشخصيات بشكل استثنائي وصولا الى من هم دونهم عند حقن الجهاز وبرمجته…
يضاف إلى ذلك تعزيز الحس الأمني والتوعية الأمنية عند عموم الناس، وتعزيز الثقة وتسهيل التواصل بينهم وبين الأجهزة الأمنية… ليعود محررنا وثورتنا كما كان أول الثورة خلية نحل يعمل فيها الجميع من غير كلل ولا ملل…
وفي النهاية اعلموا إخواني أنّ النصر مع الصبر.. أفيكون الروافض المجرمون باحتلالهم وباطلهم أصبر منا على حقنا في أرضنا؟!!
بعونه تعالى لا يكون… والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.