استراحة وسط النهار للموظفين!
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “قيلوا فإن الشياطين لا تقيل”. [حديث حسن أخرجه الطبراني في الأوسط]…
وهذا أمر من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالقيلولة وسط النهار، وبلغة العلم الحديث الإنسان يتعب عقله بسبب الإرهاق بعد ساعات من العمل المستمر، فتسوء محاكمته، وتضعف إرادته، ويقل تحكمه بردات فعله فيغدو أكثر عنفا، وأضعف أمام الأفكار السلبية والنزوات… (أكثر استجابة للشياطين فعليا).
من فترة شاهدت وثائقيًا يتحدث عن أسرار نجاح الموظف والعامل الألماني، فذكروا صراحة أن من أهم عوامل نجاحهم، التزامهم بقانون استراحة ساعة الظهيرة بشكل تام، حتى أنهم يدربون الموظفين على أخذ قيلولة يسيرة على الكرسي…
والأمر لا يتعلق بمجرد فكرة الراحة، بل تتعدى خطورة الموضوع وأهميته إلى منطقية الأحكام وصوابيتها، ويكفي هنا أن نعلم نتائج تجربةٍ عُرِض فيها على قضاة نفس الأضابير مع تغيير الأسماء، وكيف كانت أحكام القضاة أشد وأقسى آخر اليوم بشكل ملحوظ، لنفس القضايا، وكيف تغير ذلك عندما أعطوا استراحة أكلوا وشربوا وارتاحوا فيها…
ولكم مررنا مراجعين بدائرة فإذا الموظف ليس في مكتبه بحجة الحمّام أو الوضوء أو صلاة الظهر وغير ذلك…. وأحيانا يستغلها البعض حُجة ويتغيّب عن مكتبه وقتًا أطول من اللازم المعتاد، وهذا كله يمكن أن ينضبط وينظم بساعة استراحة رسمية…
#لو_كنت_الأمير لجعلتها ساعة استراحة رسمية إلزامية يتوقف فيها العمل من الساعة ١٢.٣٠ إلى الساعة ١.٣٠ ظهرا، ما يساعد على أداءٍ أجود وإنتاجية أفضل وأخلاق في التعامل ألطف…
وهذا يتطلب قرارا معلنًا وحملة توعية توضح محاسن ذلك على الناس وعلى الموظفين… وحتى لو زادت مدة الدوام ساعة، فتأخر ساعة مع استراحة، خير للعمل من دوام مستمر بإنتاجية قليلة، والحديث هنا لا يشمل المحلات والأسواق، فتلك لها شأن آخر.