لقد ضعفنا، وانتهينا، وفشلنا، وتدهورنا، وذهبت ريحنا، وانتهى أمر الثورة، والاستمرار ليس لصالحنا
هذا ما توافق عليه أزلام النظام، والراكنون اليه، والمتربصون بنا بيننا ومن بعيد
توافقوا جميعا على ذلك، وهم جميعا لا يعلمون شيئا وبعضهم يعلم، ويبدل ككذاب أشر
الثورة السورية المباركة اصبحت منذ شهور وشهور ملحمة عظمى، واتسع نطاقها وعمقها وكثرت اشارات التغيير من بعدها
من بعد انتصارها
ومن هم على الأرض يشهدون، ويشاهدون اشارات النصر القادم ودلالته
وعندما تشهدون أمامكم بأبصاركم، وأسماعكم، ومشاعركم
تشهدون نماذج الرجال الذين يواجهون، ويقاتلون، ويستمرون رغم الصعاب والظروف التي تعدت تحمل البشر وتحمل الخارقين من الرجال
وليس الذي يسمع عن هؤلاء الرجال من بعيد كالذي يرى ويشهد ويصرهم إليه
إنهم صحابة النبي يظهرون من جديد
يصحبون النبي اليوم يصحبونه، وهو ليس بينهم ليكونوا بأعلى مرتبة
مرتبة إخوان النبي
لقد ظهر الصحابة في كل أنحاء سوريا
في إحدى بلدات حلب يتكلم رجل في اواسط الخمسينات من عمره
يتكلم عن شاب انقض على العدو في معارك نبل والزهراء، واقتحم موقعا للعدو، وقضى على من فيه غير أن قذيفة موجهة انفجرت قربه فأصيب في فخذه اصابة بالغة أجبرت الأطباء عند اخلائه على بتر الرجل من اعلى الفخذ
كان الرجل يتكلم بحماسة، وفخر وكان وجهه يتهلل، وهو يصف حمد الشاب لله، وعندما وجدناه هو أيضا يحمد الله بتكرار سألناه عن هذا الشاب قال: هو ابني اصيب منذ ثلاثة ايام، وراح يزيد ويصف بفرح ملفت مدهش تفاصيل القول والفعل منه ومن ابنه في هذه الحادثة
وزرنا الابن في فراش نقاهته، واعددنا كلمات مواساة، وتصبير فإذا به بشوش سعيد حامد مستبشر أن سبقته رجله إلى الجنة
ويبقى السؤال: هل وصفنا ما شهدناه على حقيقته أم بالغنا
والله لم تسعفنا الكلمات الا بما كتبنا وما كتبناه أقل من واقع أحسسنا به ولم نجد عنوانا وخاتمة إلا أبشروا
أبشروا فالصحابة يظهرون من جديد
يظهرون في سوريا
فارصدوا ظهورهم في كل مكان، وسجلوا ووثقوا اشارات النصر القادم الأكيد.