الرد على من يدعونا للتعالي
على الخلاف مع حزب إيران
بقلم: الشيخ سراج الدين زريقات
يريد البعض من أهل السنة في سوريا ولبنان أن يتعالوا عن الخلافات مع حزب إيران ويكونوا معه صفا واحدا في وجه الصهاينة، أقول وبالله التوفيق:
إن من صلب عقيدتنا التي نعتز بها أن الصهاينة المجرمين هم ألد الأعداء وأشدهم خطرا ومكرا، وأن جهادنا للصهاينة وقتالنا لهم من صميم الإيمان، وعلى مدى عقود من الزمن وأهل السنة يواجهون اليهود في فلسطين ولبنان، ويقفون سداً منيعاً في وجه المشروع الأمريكي في المنطقة كما كان حالهم في العراق واليمن وغيرها… إلى أن جاءت التحالفات المعلنة وغير المعلنة بين إيران والغرب للتعاون الاستراتيجي على ضرب أهل السنة، وهذا ما كان في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وغيرها…
وكان من هذا التحالف الماكر أن تعاونا -إيران والغرب- بشكل واضح على وأد الثورات العربية، وكان الغطاء الغربي لإيران وميليشياتها لتشارك بقوة في التصدي للثورات الشعبية التي انطلقت في دولنا، ومن أهم مشاركات إيران في منطقتنا ما كان منها في سوريا، وخاصة عبر ذراعها الطولى “حزب الله”!
الذي دخل إلى الأراضي السورية بجنوده وعتاده مسانداً ومثبتاً لأركان النظام السوري المجرم، فكانت منه معارك القصير والقلمون 2013 و 2014 ومشاركته في معارك الغوطة الشرقية ودمشق العاصمة وغيرها كثير.
وما زال “حزب الله” إلى هذه اللحظة يحتل الأراضي السورية التي هجّر منها أهلها، وما زال حليفه بالإجرام نظام الأسد يعتقل عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في سجونه، وما زالت قوات الحزب العسكرية تتواجد على خطوط التماس في وجه فصائل الثورة، فعن أي خلاف يمكن تجاوزه تتحدثون؟!!
وقد سألني البعض: أين الجيش اللبناني مما يحصل؟!
أقول: الجيش اللبناني موجود وبقوة… ينظم السير للنازحين من الجنوب… بعيدا عن مهتمه الأصلية في ضرب الجماعات الإسلامية!
بالمناسبة قبل ساعات من كتابة هذه الكلمات استشهد قرابة 4 أشخاص وجرح غيرهم في قصف على مناطق المعارضة السورية في منطقة كفريا قرب إدلب، وللعلم فإن هذا القصف متكرر يومياً على مناطق الساحل وجبل الزاوية وريف حلب وإدلب!
وإني أريد الآن أن أتساءل: هل انسحب “حزب الله” من مناطق أهل السنة التي احتلها في سوريا؟
هل عمل على إطلاق سراح المعتقلين في سجون سوريا ولبنان؟
هل رضي بتمرير مشروع العفو العام في لبنان لإخراج السجناء الإسلاميين؟
أليس “حزب الله” وأجهزة الدولة في لبنان العاملة بأمره تعتقل المئات من شباب أهل السنة؟
من الذي يمنع أهل السنة من جميع أشكال التسلح وجهاد الصهاينة في جنوب لبنان؟
هل تراجع “حزب الله” وحركة أمل وعملاؤهم عما فعلوه في بيروت في 7 أيار 2008؟! أم أن دماء قرابة 70 قتيلاً ليس لها قيمة؟!
هل أطلقوا سراح معتقلي مسجد عبرا والشيخ أحمد الأسير؟!
هل يظنون أننا نسينا مجزرة مسجد عبرا التي فعلها الحزب سنة 2013 في صيدا؟!
أم هل يراد منا أن ننسى تفجيرات مسجدي التقوى والسلام في طرابلس 2013؟!
هل ترانا نسينا التاريخ الدموي للنظام السوري في لبنان وحلفائه وعلى رأسهم حركة أمل وحزب الله؟!!
هل نسينا مجازر طرابلس وطريق الجديدة وغيرها؟!
ألا يعتبرنا مرشدهم الأعلى في إيران الجبهة اليزيدية الأمريكية؟!!
ألسنا في معسكر أمريكا معسكر عائشة كما يعتبرنا محمد يزبك القيادي في الحزب؟!
أقول لإخواني أهل السنة في لبنان -علمائهم وكوادرهم وجميع العاملين فيهم- لا تسمحوا لإجرام حزب إيران بحقنا وحق إخواننا السوريين وغيرهم أن ينسينا عداوة اليهود وخطرهم ومكرهم.
وللعلم عشرات القرى السنية نزحت داخليا بغعل العدوان الإسرائيلي الحالي على لبنان، وفيهم شهداء وجرحى، وكذلك من السوريين النازحين أصلا من سوريا، وعلى أهلنا من أهل السنة في لبنان أن يكونوا عونا لإخوانهم النازحين والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
فضرر العدوان الإسرائيلي على لبنان ليس مقتصرا على أعدائنا من حزب إيران بل هو متعد ويطال أهل السنة، وهذا مما ينبغي التنبه له والسعي الحثيث في تحمل تبعاته.
خلاصة القول: إننا ما كنا ولن نكون يوماً في صف اليهود قتلة الأنبياء أعداء الله، وإننا على يقين أن جهادهم من صميم ديننا، وإننا في المقابل لن نكون في صف القتلة أصحاب المشروع الصفوي في بلادنا، ولن يرى منا الغزاة المحتلون إلا دفاعاً عن ديننا وأعراضنا وأموالنا في لبنان وسوريا وفلسطين.
وختاما نعم نحن نفرح كلما استهدف الصهاينة حزب إيران في لبنان، ونفرح كلما استهدف حزب إيران الصهاينة في فلسطين، ونحزن لما يصيب أهلنا في لبنان كما نحزن على أهلنا في غزة… والحرب سجال والإنصاف عزيز!
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}