يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار
{يُعجِب الزُرّاع ليَغِيظَ بهم الكُفّار} هي أول ما خطر ببالي وقد غمرتني مشاعر الفخر والسعادة وأنا أشاهد العرض المميز الذي أقامته حكومة الإنقاذ السورية في كلية الشرطة لاحتفالية تخريج الدفعة الأولى من ضباط الداخلية ورجال الأمن…
نعم -أيها السادة- شعرت بالفخر والسعادة وأنا أرى ضباط الشرطة والأمن بهيئة تعبر عن هويتنا ومجتمعنا وديننا وتمسكنا بسنة نبينا، لم يفرض عليهم أحد أن يكونوا إمعاتٍ للغرب الكافر لا في مظهرهم ولا في غير ذلك… فرأينا سمات الإيمان ومعاني الانتماء تظهر على رجال مؤسساتٍ وأجهزةٍ لطالما كانت تصنَّف -قبل الثورة- عدوًا للشعب ولقيمه ومبادئه.
شعرت بالفخر والسعادة لأن التعليم الصحيح الأكاديمي والتدريب الاحترافي لضباط الشرطة ورجال الأمن، مع التوجيه الشرعي القيمي الصحيح، سبيلٌ مهم لتجاوز أخطاء الماضي وطي صفحاتٍ مُظلِمة أثَرت فينا كثيرا…
شعرت بالفخر والسعادة وأنا أرى التنظيم الدقيق والبرتوكولات الراقية التي توصل للعالم رسالة مفادها أن مرحلة الفوضى والعشوائية مضت إلى غير رجعة…
شعرت بالفخر والسعادة لأن إعداد أجهزة الأمن والشرطة القوية المنظمة يحصل في إدلب العز بأيدي أبناء البلد الأحرار وقادتهم المجاهدين، لا بتسلط غريب يُهَمِّشُ دور الوطنيين الصالحين في مراكز صنع القرار، ليكونوا له تَبعًا مُنَفِّذين فقط…
شعرت بالفخر والسعادة وأنا أرى إخواننا قد قطعوا شوطًا بعيدا في تجاوز أطروحات المهزومين نفسيا، ممن سقف تطلعاتهم أن نكون “معارضة مثالية” يرضى العدو عنها إلى فكرة بناء “السلطة الشرعية والحُكم الرشيد” الذي يستمد شرعيته من حقوقه ومبادئه التي يدافع عنها وينتزعها انتزاعا بجهاده…
شعرت بالفخر والسعادة لأن العمل على تدريب المحترفين في كل مستويات الإعداد لملاحم الفتوحات القادمة قائمٌ على قَدَمٍ وساق بِجِد وحزم وعزم وبما يشمل مختلف المجالات اللازمة… فكلية الشرطة والكلية العسكرية صِنوان لا غنى عنهما في الإعداد لتحريرٍ قادم يحفظ الأمن والحقوق ويحمي ما تبقى لأهل البلد… فلا تكون حرب التحرير القادمة حرب تدميرٍ وسلبٍ ونهب وتخريب للأملاك والمؤسسات، بل فَتحًا يحفظ الحقوق ويبني سوريا المستقبل بالخير إن شاء الله.
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.