سنة ٢٠٢٤ وبعض مشايخ الثورة ومتصدريها!
البعض تضخم الوهم عندهم حتى غدوا يعتبرون أنفسهم مِحور المناطق المحرَّرة، ومصدر الشرعية ومرجعية الأمة والساحة حقًا… واليوم يحاولون أن يستثمروا في حراك الناس ومطالبهم الإصلاحية، لكي يعودوا إلى واجهة الأحداث من جديد بما يحملونهم من أفكار جامدة لم يستطيعوا تطويرها!!
أقول لأولئك الإخوة، اسمعوها مني بكل صراحة:
في السنتين الأخيرات، دربت دون مبالغة قرابة ألفي شاب وفتاة في العديد من الدورات، لا أبالغ إذا قلت لكم أنني استشفَّيت من حواراتي معهم أن ٩٥% منهم لا يعرفونكم، بل لم يسمعوا بأسمائكم، فضلا عن أن يكون لكلامكم وإطلاقاتكم أهمية عندهم!
وإذا كانت إدارة إدلب وفي مقدمتها الهيئة قد ابتعدت عنكم يومًا بسبب عدم مواكبتكم لما وصلته من تطور في فكرها السياسي، فقد كسبت بمقابل خسارتكم نسبة كبيرة من الشعب والنخب المثقفة وشرائح عديدة من الذين كانوا ينفرون عنها ويكرهونها لأسباب ربما كان من أهمها أفكاركم المتشددة ووجودكم في صفها ذلك الحين!!!
الزمان تغير، ومن لم تنضجه السنون سيتجاوزه الزمان والتاريخ، والأسبقية لا تعني حق الحصول على امتيازات أبدية للتسلط على المجتمع والثورة في أي جانب من الجوانب… ومن جاهد يوما وسبق فإنما يجاهد لنفسه، فلا تمنوا علينا جهادكم، بل الناس يمنون عليكم صَبرهم على أخطائكم وما كنتم سببا في فتح أبوابه! والعاقل من اتعظ بغيره.
تقبلوا صراحتنا… والسلام.