من الدور العربية إلى البنايات الطابقية… وبعض تحديات العمران والتنظيم!

من الدور العربية إلى البنايات الطابقية
وبعض تحديات العمران والتنظيم!

🏘 لو كنت الأمير لتركت الأحياء المصممة كمناطق لدور سكن عربية أو طابقين على حالها، ولوجَّهت إلى بناء ضواحٍ جديدة، تحقق مواصفات السكن الصحي الذي يحفظ كرامة الإنسان وخصوصيته وعافيَته…

🏢 ولأعدت تفعيل بعض أنظمة الجمعيات السكنية سابقًا، صولا إلى ضواحٍ وأحياء فيها أبنية سكنية صحية، لا تختلط فيها استخدامات السكن بالمشاريع التجارية والخدمية المضرة بها، هذا فضلا عن المساحات الخضراء ومواقف السيارات التي يجب أن تكون متناسبة وعدد السكان…

🏢 فما يحصل الآن من ترخيصٍ لأبنية من أربعة أو خمسة طوابق في شوارع لا يتجاوز عرضها عشرة أمتار، لا تحفظ كرامة الإنسان، ولا خصوصيته، ولاتدخلها الشمس، ولا تهّوى تهوية صحية، واعتبار هكذا أحياء وأبنية نموذجْا يُسار على منواله ويعتمد… يُعد جريمةً في حق الأجيال القادمة، وهدرًا لما تبقى من أموال السوريين في أبنية يجب إزالتها ونقضها عندما تتطور بلدنا قليلا، في حين أنه من المفترض أن تعيش تلك الأبنية أكثر من خمسين عاما!!

🏬 يضاف إلى ذلك #لو_كنت_الأمير لمنعت منعا باتا ترخيص النشاطات التجارية في الأبنية السكنية، بل لكنت وجهت إلى تطبيق نظام الأسواق المحلية في الأحياء الكبيرة، بحيث يكون وسط كل حي سوقٌ محليٌ يخدّم الناس، إذ ما أكثر المشاكل التي تحصل من إشغال الطوابق الأرضية بمهن لا تناسب وجود سكن منزلي فوقها، وما يفرزه ذلك من مشاكل وخلافات لا تعد ولا تحصى…

☝️وعلى فكرة فهذا ما كان سائدا في سورية فترة كبيرة، يوم كانت رائحة الياسمين تفوح في أحيائنا، قبل أن يخترع مرتزقة نظام الأسد الوافدون على المدن السورية العريقة فكرة حسم الطابق الأرضي وترخيصه تجاري حتى في الأحياء الراقية، مقابل مبالغ طائلة (رسمية – وغير رسمية) تدخل الخزينة وجيوبهم!!

ثم ما تبع ذلك -اليوم في زمن الفوضى- من تجاوزات، حتى غدت تُشغَل الطوابق الأرضية في بعض الأحيان بمهن لايصح أن تكون في الأبنية السكنية!!

😵‍💫 تخيل معي أنك تشتري دارا للسكن فيفتح الطابق الذي تحت بيتك، قصّابٌ يخنق بيتك بدخان شوائه، أو كفتريا أو مطعم تبقى فيها الأصوات ضاجّةً إلى قبيل الفجر… أو حدادٌ أو نجار أو مكنسيان يصدع رأسك بإزعاجه، أو أو … هذا فضلا عن المشاكل الناتجة عن ركن السيارات التي لايوجد مكان لها في تلك الشوارع والأزقة!!

⚠️ ملاحظة قبيل الثورة القانون الذي كان معتمدا في الجمعيات السكنية الحديثة في سورية، بأن الطابق الأرضي يجب أن يبقى سكنا كحديقة، وحتى الكراجات لا ترخص إلا كبقالية “مِنِي ماركت” أو كوّى ألبسة، لخدمة الحي…

🎯 بكل بساطة يمكن العمل على ترتيب وتنظيم القديم بلطف، ولكن التركيز يجب أن يكون على بناء الضواحي والمدن الجديدة في مواقع مناسبة…

– – – – – – – –

لماذا تتحدث كثيرا عن التنظيم السكني والعمراني؟!

الجواب: في الحقيقة الدافع الأساسي نحو ذلك هو أن التنظيم العمراني للأحياء وللسكن والمِهن…. يحل كمًّا كبيرا من مشاكل المجتمع، وفي المقابل الفوضى والتجاهل في هذا الملف هي بابٌ لكمٍ هائل من المشاكل التي تشغلنا في ملفات أخرى…

فهي باب للفساد الأخلاقي، وباب لنشر الأوبئة والأمراض، وسبب للكثير من الخلافات والتعديات والشجارات التي تحصل بين الناس، هذا عدا عن كونها سببا لكم كبير من الحوادث المرورية وغير المرورية والإصابات الناتجة عنها…

وهذا يعني أنها سبب للإشغال الرئيسي لقطاع الصحة والشرطة والقضاء والبلدية والتربية… وغيرها، في ظل وضع نحن أصلا نعاني فيه من ضعف هذه القطاعات وقلة مواردها.

ولئن كانت الكثير من المشاكل مرحلية آنية، فإن المشاكل المتعلقة بالعمران مشاكل طويلة الأمد، تورَّث فتبقى آثارها السلبية ربما مئات السنين، ما بقي هذا العمران قائما.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *