“سون تزو” وحراك إدلب وأحداث سرمدا اليوم!
“إذا انفرط عِقد المجتمع… حتى أذكى الأذكياء لا يستطيع تدارك الموقف”.
مقولة خطيرة عميقة، يفهمها من يعقلون، ويغفل عن مضمونها الكثيرون… قالها الفيلسوف العسكري الصيني “سون تزو” في كتابه الشهير “فن الحرب” الذي كتبه في القرن السادس قبل الميلاد وما زال من أشهر الكتب إلى يومنا هذا.
هناك كثير من الأشياء في الحياة قد تتحكم ببدايتها وانطلاقتها، ولكنك لاتدري كيف وأين ستكون النهاية… ومن أخطرها الصدام داخل المجتمع الواحد والبلد الواحد، ولا أدلَّ مثالًا على ذلك ما حدث ويحدث في سورية منذ انطلاقة ثورتنا المستمرة منذ ثلاثة عشر سنة…
اليوم سمعنا في سرمدا عن اعتداء حصل على أحد محركي المظاهرات المعارضة لسلطة الهيئة في إدلب، وسمعنا ما تبع ذلك من كيل للاتهامات وتعميمها لهذه الجهة أو تلك… وبغض النظر عن الخوض في تفاصيل الجريمة التي من المفترض أن يتابعها القضاء حتى يأخذ العدل مجراه فيها…
أقول لمن يَتحركون ويُحرِّكون ويُحرِّضون في إدلب:
إذا أردتم من حراككم خيرا، فسمُّوا نقباءكم، وانتخبوا من يمثلكم وتسري قراراتهم وكلمتهم عليكم، وقدّموا من خلالهم مطالبكم، واجعلوها واقعية منطقية مقارنة بتجاوب الطرف الآخر.
وعدا ذلك فنحن نخشى من عاقبة الغوغاء على بلدنا قبل خشيتنا عليكم وعلى من تختلفون معهم…
إذ في كلا الطرفين، كما أن هنالك عقلاء واعون هنالك أيضا شباب متهورون موتورون… ومتى طال الأمر خرج من أيدي العقلاء إلى أيدي من لا يعقِلون…
هذا عدا تدخل من يستثمرون فيه من أعداء الطرفين لإذكاء نار الفتنة، التي إن اشتعلت فحينها الله وحده يعلم ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، ومدى سوء العواقب علينا جميعا.
فلننحي مشاعرنا الشخصية جانبًا، وليكن تغليب المصلحة العامة، بوحدة الصف، وتمكين دور المؤسسات، وحفظ كرامة الجميع، هو الهدف المشترك لنا جميعا… ولنستثمر الحراك وضغطه حتى نكون عونا على إصلاح حقيقي واضح المعالم، ننتفع به جميعا… والكلام لكلا الطرفين.