منطق جلجلت
ما يلفت الانتباه في تجارب الإسلاميين العرب من أصحاب المبادئ والتضحيات، هو خوض الصراعات عادة بمنطق جلجلت والرغبة في الفعل الآني لاستنقاذ الأمة من وضعها الصعب، وخوض كل جولة باعتبارها الجولة الأخيرة دون اعتماد سياسة النفس الطويل ومراكمة القدرات والخبرات لا حرقها، لذا تتحطم تجاربهم سريعا، وتتكرر التجارب بحذافيرها كل بضعة سنوات. وهي معضلة لأن الهدوء في الأوقات الصعبة يخالف طبائعنا العاطفية والانفعالية، ويُفهم أحيانا على أنه تخاذل، بينما المسار العملي هو الذي يفرق بين التخاذل والتدجين ومراكمة القوة لاستخدامها في اللحظات المواتية واقتناص الفرص.