ما نسينا
عندما يتحدث البعض عن تغيير التوازنات والقيادة وإيجاد بدائل، وكأنه أمر بسيطٌ، سهلٌ جدًا… أسأل نفسي: هل كان هؤلاء معنا في ثورتنا، أم أنهم أتوا اليوم وقد استيقظوا لا أدري من أي سبات، يريدون أن نعيد مآسي السنوات السابقة؟!!
هل نسي هؤلاء تفاصيل اجتماعات اندماج الفصائل (بل حتى المؤسسات الثورية المدنية) وما أضاعته واستنزفته من أعمارٍ وجهود مضنية، وفي كل مرة كنّا نصل بأحسن الأحوال إلى اندماج شكلي، ما يلبث أن ينتهي بخلافٍ ومزيد تفرُّقٍ وتشظٍ بعد بضعة أشهر… والنموذج مازال حاضرا مشاهدًا يلاحظه القاصي والداني في المنطقة الممتدة من عفرين إلى جرابلس!!
عندما يتحدث البعض عن طروحات مآلها تفكيك الكلمة الجامعة للشوكة، والحفاظ على المؤسسات المدنية والخدمية (بزعمهم)، أتذكر فورا تجربتنا الفاشلة في إدارة حلب المحررة، ومن ثم إدارة إدلب بعد دخول جيش الفتح، والناس لا تنسى مدى الفوضى والتخبط والعشوائية الذي كان، والأخطر من ذلك كله (العجز) الذي كان سيد الموقف، عندما تصادم القرارات الإدارية مصالح المجموعات المسلحة… أتساءل لماذا البعض اليوم يتناسى أو يتجاهل ذلك في طروحاته الوردية!!!
أقصر طريق لإضاعة فرص الإصلاح، هو الانتقال من مطالب واضحة محددة إلى فوضى الشتم والصدام…
وقد لفت نظري عدة نماذج مهمة خطيرة تصدرت المشهد في الأسبوع الماضي، في محاولة لاستثمار المجريات الأخيرة بهدف العودة إلى واجهة الأحداث بعد أن تجاوزهم الزمان… فتراهم يركبون مطالب الناس المحقة، ويرفعون سقف المزاودة ليعمّوا بذلك على ماضيهم..
أبرزهم (على سبيل المثال لا الحصر):
– قياديون في فصائل منتهية ارتكبوا سابقا جرائم وموبقات يعرفها المطلعون تماما…
– وشخصيات كانت يوما ما من قيادات الجماعات المتطرفة، ولما أجرت جماعاتهم مراجعات فكرية وسياسية، ونحت نحو الاعتدال لم يعجبهم المسار الجديد الذي يريده معظم أبناء الشعب السوري… فتجاوزتهم الأحداث…
واليوم يظهرون علينا يريدون أن يعيدوا سيرتهم الأولى التي لم نكد نرتح منها ومن تبعاتها بعد!!!
لأولئك ولمن يغتر بكلامهم نقول