اجتماع الجيش الوطني، الحقيقة والوهم

بقلم: معتز ناصر

⚠️ منذ بضعة أيام حصل اجتماع لقيادات الجيش الوطني، تم تصويره من بعض المحسوبين عليه أنه اجتماع حاسم، وما بعده ليس كما قبله وإلخ إلخ…
كالعادة يكون موضوع الهيئة وخصومتها حاضرا، مترافقا مع عبارات حول موقف “الأخوة الأتراك” الحاسم ضدها وحلفاءها، لذلك أوضح نقاطا مهمة قبل التحدث عن حقيقة ما جرى بعيدا عن المبالغات المتناقلة:

📌 تحوير بعض الأطراف في الجيش الوطني لأي موقف، أو كلام لثنائية مع / ضد الهيئة يظهر حجم الأزمة الوجودية التي يعيشونها، حتى أصبح موضوع تكلف معاداة الهيئة أشبه ما يكون بالمعتقد الديني الذي عليه ينعقد الولاء والبراء، مع أن فرط الحساسية الشديد الذي يعانونه تجاه الهيئة يفترض أن يكون دافعا لهم لتقديم نموذجا أفضل، لكنه تحول لدوامة من انعدام الجدوى والرؤية تبتلعهم داخلها، وتحرمهم الإنجاز والمنطق.

📌 أزمة الانشغال بالهيئة وحلفائها، ما فعلوا، وما قالوا، وتسخير منابر، وأبواق إعلامية، ووقت، وجهد، وموارد، وطاقة، مع ترك العمل الحقيقي الجاد، تظهر حجم الضياع عند كثير من مكونات الجيش الوطني، علما أن مكوناته غير متفقة على موقف واحد في هذه القضية، لذلك تستمر المماحكات، والسجالات، والمراء، والقيل والقال، وتضيع الأوقات النفيسة، والموارد المهمة في اللاشيء.

📌 موقف #تركيا من الهيئة واضح أنه تحالف ومصلحة متبادلة، فالهيئة نجحت في جعل نفسها رقما صعبا في المعادلة السورية، فمثلا هي تمسك أربع ورقات قوة هي:

🔻 مواجهة عصابات إيران الطائفية المؤدلجة التي تحتاج في مواجهتها لمثيل مؤدلج.

🔻 خيار مفضل للأتراك عن وجود #قسد أو #داعش أو عصابات المخدرات الأسدية.

🔻 صنعت بديلا يقدم ولو بالحد الأدنى مقومات الحياة لأربعة ملايين سوري يُخشَى أن يصبحوا لاجئين.

🔻 شريك مهم في مكافحة المتطرفين الإرهابيين كداعش.

⚠️ كثيرون لا يريدون فهم هذه المعطيات لأسباب عاطفية، بل ويرفضون تصديق وقائع تؤيدها، مثل حقيقة أن كل دخول للهيئة لمناطق ريف #حلب كان لا يتم إلا بغض طرف تركي _ على الأقل _، إن لم يكن من جميع الجهات التركية، فمن غالبها وأكثرها تأثيرا.

❌ هناك أطراف تركية توصف بالعنصرية والفساد، استفادت جدا من فوضى ريف حلب، وكونت مع بعض مفسديه شبكات إثراء غير مشروع، هذه الأطراف تحاول عرقلة أي رؤية إصلاحية للمنطقة حرصا على مصلحتها الخاصة، وتشد عصب شركائها بالحرام من المفسدين، علما أنها في كل منعطف تتركهم وحيدين يواجهون مصيرهم، متبرأة منهم تبرأ إبليس من أتباعه يوم القيامة.

✅ إن وعود الإصلاح التركية للمنطقة _ إن صدقت _ فهي غالبا مطابقة في رؤيتها لما طرحناه مرارا من ضرورة جعل منطقة #ريف_حلب_الشمالي، و #إدلب منطقة واحدة عسكريا وسياسيا وحوكميا واقتصاديا، خاصة أن تركيا تنظر لنموذج إدلب _ على سلبياته ونقصه _ أنه أكثر موثوقية، وتطورا، ويحقق مصالحها القومية الاستراتيجية البعيدة، مع التشديد أن توحيد المنطقتين لن يكون على حساب وجود أجسام وقوى قد تثقل كاهل الثورة سياسيا.

✅ تعلم تركيا تماما أن ممانعة هذه الخطوة الإصلاحية في ريف حلب أكثر منها في إدلب، لذلك سيتفاجأ كثير من المفتنين والمزاودين أن قطار الإصلاح سيبدأ بدهسهم أولا، تمهيدا لانطلاقه.

⛔️ بعد هذه المقدمة الطويلة أنتقل لحقيقة ما جرى في الاجتماع الأخير حسب مصادر كانت حاضرة له، بعيدا عن التهويل والتضخيم:

📍 لم يحضر أي طرف تركي.

📍 تغيب كثير من قادة الفصائل ( بعضهم في مهمة خارجية ).

📍 تم مناقشة موضوع “التشجير”…  نعم التشجير، قرأتها بشكل صحيح، وتعني زراعة الأشجار، ولا تسألني عن علاقة الجيش الوطني بالتشجير، اللهم إلا إن كان مشروعا اقتصاديا لبيع الحطب…

📍 نوقش موضوع تنازل بعض الفصائل عن أتاوات الزيتون في #عفرين لصالح وزارة الدفاع…

📍 تم التطرق لمخرجات اجتماع #أسيتانا الأخير رقم 3817492026489 إن لم تخني الذاكرة…

📍 نوقش الهجوم على محكمة #الراعي بين مُبَرر ومُستَهجِن دون تقديم أي حل حقيقي…

📍 انضمام الشهباء للجيش الوطني.

⚠️ وفي سياق تداول هذه النقاط” المهمة” غادر عدد من قيادات الجيش الوطني الاجتماع بعد تقديم أعذار مختلفة…

💡 جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يروج بها لنفس الخبر ( تركيا تجهز لإصلاحات جديدة / تركيا تريد قتال الهيئة وأوعزت للوطني برفع الجاهزية / تغييرات كبيرة ستشهدها المنطقة في غضون أيام /… إلخ إلخ .

✅ طريق الإصلاح معروف، هو طويل شاق، لكن عاقبته للخير، ويحتاج رجالا للمشي فيه، إن لم يكن أبناء الثورة رجاله، فغيرهم فيه أزهد، وعنه أبعد.