من يحمل هم الأنبياء؟!
قال تعالى: “قُل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين”. [يوسف ١٠٨].
في مجتمعنا الكثير من طلبة الكليات الشرعية، ولكنّ قليل القليل منهم مَن يحمل همَّ الدعوة إلى الله وتبليغ رسالة النبي والإصلاح والتغيير بدعوة الناس إلى الخير… ومازالت هذه المشكلة تُتوارث لأن من يدرِّس الطُلاب هو أيضا لا يحمل هذه الفكرة…
فالفرق كبير بين عقلية الداعية وعقلية المُعلِم؛
– بين من يذهب ساعيا في إصلاح المجتمع، متواضعا لله، متحمِّلا الصدودَ والأذى ممن تاهوا عن طريق الخير، مترفِّعا عمّا في أيدي الناس، راجيا لهم خير الدنيا والآخرة..
– وبين من ينتظر أن يأتيه الناس راغبين طالبين معظِّمين له ومقدِّسين، قد عرفوا طريقهم ويبحثون فقط عمن يعلِّمهم!!
ويكفي أن نتفكر بنسبة ما يحتاجه مجتمعنا (بل العالَم أجمع) من العلماء المختصين مقارنة بحاجته اليوم إلى الدعاة المصلحين المجاهدين لنعرف مكمن الخلل…
💚 أيها الأحبة: فيما مضى كانت سبل الدعوة إلى الله في بلادنا محفوفةً بمخاطِر كبيرة، ومن يسعى في ذلك يُحارَب ويُضطَهَد، ويجاهِد ويضحي أكثر مِن اليوم إذ غدا الأمر أيسر وأقرب… والمسؤولية أعظم وأخطر، وبالذات بين أبنائنا الذين يحمون ظهورنا ويرابطون على جبهاتنا.
🎯 حل عملي مجرب:
في هذا الباب، أنصح كل طلبة العلم الشرعي، كبيرهم وصغيرهم، بالخروج ولو لبضعة أيام مع أحباب الدعوة والتبليغ، فوالله عندهم شيء مهم يكتسبه الإنسان منهم، شيء عملي (مهارة) قلّما تجدها عند غيرهم…
وما خرج معهم طالب علم إلا انعكس ذلك أثرًا إيجابيا بالغًا على حياته العلمية والعملية، فما أجمل أن يجتمع عِلم طالب العلم مع هَمِّ الأحباب في تبليغ الدين ودعوة الناس… وحينها ما أطيب الأثر.
⚠️ تنبيه: قد يظن ظانٌّ بأن ما قدمنا غمزٌ بالعلماء المختصين المتفرغين لدقائق العلم، ومعاذ الله أن يكون ذلك منّا، فمثل ذلك المقام الرفيع في العِلم يؤتى ولا يأتي، وأصحابه نادرون، ولكنه عتبٌ على آلاف توهّموا بأنهم علماء، ولم يبذلوا للعلم ما يستحق، ولم يبلغوا به ما يتوهمون، وانشغلوا فيه بما لا ينفع المجتمع في حاله اليوم، فلا عِلم نافع قدّموا ولا دعوةً للخير بلَّغوا!!
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا وغير حالنا إلى ما تحبه وترضاه يا أرحم الراحمين.