المال العام وسوء التدبير!!
عندما ترى بعض أشكال الإنفاق الذي تقوم به بعض المجالس والمؤسسات، تتخيل وكأن الشعب لم يعد ينقصه شيء…
ترى من ينفق أموالا في تجميل، يوصف بالعامية (معجق وبلا طعمة وبدائي) فضلا عن سلبياته المتعلقة بعرقلة حركة المرور وتشويه العمران وزرع بذور المشاكل والخصام…
كل هذا وأكثرُ الشوارعِ التي تحت إدارت تلك المجالس والإدارات لا يستطيع الناس المرور فيها لسوء حالها، كما أن كثيرًا من الأحياء التي يُخدِّمُونها لم تصلها شبكة الصرف الصحي ولا المياه بشكل جيد!!
وقبل الصعيد المدني كان ذلك على الصعيد العسكري ملحوظا؛ فما إن تدخل ثكنة عسكرية حتى ترى ضعف الخدمات الصحية والأساسيات في مهاجع وأماكن عمل العسكريين، ثم إذا خرجت إلى مكاتب الإداريين وليس فقط القادة حتى ترى البذخ الملفت للنظر والمبالغ فيه جدا…
أموال هائلة لا تصرف فيما يكرم الضيف، بل على ما يُنسيك بأنك في مكان عسكري أصلا، وفرق كبير بين الانفاق على العملي المريح اللازم للعمل، وبين السرَف والترف والبطَر الواضح في مكاتب ومضافات القادة الذين لم يحققوا نصرا يوما من الأيام…
وللأسف كل هذا من أموال السوريين الفقراء، والمجاهدين البسطاء، والتي هي في الأصل شحيحة قليلة!!
وهنا، قلتها سابقا وأقول: “المحاسبة الفعالة تكون على فعالية الإنفاق ومنفعته، لا على دقة مطابقة الوارد والصادر فقط”… وهذا هو الفرق بين الحكيم الذي يرتب أولوياته ويركز على ما ينفعه وبين السفيه الذي لا رأي له ولا تدبير..
وإذا لم يوجد من يتابع ويحاسب ويسائل أولئك الذين اجتمع في بعضهم (الفساد + وضعف الخبرة+ وعدم الشعور بالمسؤولية+ وغياب الرؤية + والتبعية الذليلة…) فلا أقل من أن يسلط الإعلام الضوء على تلك المشاهدات…
وهذه المساءلة واجبة ليست من نوافل الأعمال، إذ الله تعالى يقول آمرا: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما…) [النساء: 5].
اللهم ولِّ علينا خيرانا ولا تسلط علينا شرارنا.