السلبية الجهادية
ونقصد بها:
الرضا بأقل درجات الجهاد إيثاراً للسلامة وطلباً للراحة والدعة وخوفاً من التبعات المترتبة على المصلحة الشخصية، مع تفويت فرصٍ سانحة أكثر نجاعة في المعركة وأكثر تأثيراً وإيلاماً للعدو بالرغم من إمكانية القيام بها أو الحصول عليها.
فينتج عن ذلك:
شغور الثغور.
وترك الأولويات.
والاكتفاء بالمفضول.
وخذلان المجاهدين.
والشعور بالرضا عن النفس.
والتسويق لغير ذات الشوكة.
قال تعالى:
﴿وَإِذ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحدَى الطّائِفَتَينِ أَنَّها لَكُم وَتَوَدّونَ أَنَّ غَيرَ ذاتِ الشَّوكَةِ تَكونُ لَكُم وَيُريدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقطَعَ دابِرَ الكافِرينَ﴾ [الأنفال: ٧]
عندما تدلهم الخطوب ويشتد الخناق على المجاهدين الصادقين الصابرين، وتسكت المآذن قهراً ويرتفع دوي المدافع ويعلو هدير الطائرات، وتغدو الحرة ثكلى ويصبح الشيخ المهيب حيران ويشرد الأطفال ويولد المولود يتيم الأبوين تحت ركام المنازل وتسيل دماء الشرفاء وتقطع أشلاء الأحرار، وتبتر الأعضاء ويشح الدواء ويندر الطعام والشراب، وتسبى العفيفات، ويعز النصير ويقع الخذلان من القريب والبعيد، حينئذ لا يقبل إلا جهدك كله واستطاعتك جميعها وأن تبذل كل ما في وسعك.
حينئذ فلا أقل من الجهد والبذل والعطاء ولا ينفع إلا العمل والتضحية والصبر والمصابرة.
إن خداع النفس ببذل فضول الأوقات وتقديم سفاسف الأعمال والاكتفاء بأقل درجات النصرة، ثم الخلود إلى الراحة والدعة والركون إلى الدنيا والتمتع بملذاتها ما هو إلا ضرب من أضرب الخذلان.
قال تعالى:
﴿وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [التوبة: ١٠٥]
ولعل طوفان الأقصى انتصارٌ عظيمٌ وفتحٌ مبينٌ ساقه الله لهذه الأمة على أيد طاهرة متوضئة مجاهدة حرة أبية، فأصبح لزاماً على كل فرد من الأمة أن يحافظ على هذا الفتح ببذل الوسع واستفراغ الجهد والطاقة.
﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾ [يوسف: ٢١]
✍️حاتم الأيوبي
م 2024-01-09