الإسلاميون والتربية إسلامية!
الإسلاميون والتربية إسلامية!
تتوالى الصدمات على أبناء الأمة من مواقف بعض من يحسبون على التيار الإسلامي وقيادة جماعاته، فلا ترى سلوكا يمثل الأخلاق الإسلامية، لا في الرضا ولا في الخصومة.
والسبب ببساطة لمن يسأل، بأن هؤلاء إسلاميون بالشهوة والانتساب التنظيمي لا بالتربية والسلوك…
ففي فترة السنوات العشر قبل الثورة (٢٠٠٠ – ٢٠١٠م)، الكثير من الشباب غدا عنده توجه إسلامي حميةً تجاه ما تعانيه أمة الإسلام وما يعانيه المسلمون وبالذات بعد احتلال العراق وأفغانستان، ولكن ونتيجة القمع والإرهاب الذي مارسته الأنظمة العربية حينها -وبالذات في سوريا- لم يكن لأولئك الشباب في تلك الفترة موجهٌ غير أنفسهم، وما يتابعونه على الانترنت، لبعد المشيخة الرسمية عن الجانب الجهادي… فانعكس ذلك أثرا سلبيا على الجانب المتعلق بالتربية والسلوك…
يضاف إلى ذلك بأنه تلك الأيام ما كان أحدهم تظهر عليه سمة الالتزام الديني والميول الجهادي، حتى يُعتقل وهو في أول الطريق، فيقضي تجربة السجن وما فيها من ظروفٍ تشوه نفسية الإنسان وتفسدها… فيخرج وقد غدا نقيبا في جماعته لكونه صاحب سبقٍ ومعتقل سابق!!
والنتيجة هي ما نراه اليوم من فجور في الخصومة وبذائة في اللسان واستحلال للمحرمات وغير ذلك… مما لم يكن الناس يتوقعونه من الإسلامي
-هذا إن كان إسلاميا فعلا ولم يكن راكبا للموجة-
لأن الإسلامي في خَلَدِ الناس هو صاحب قضية، سَلَك عند مُرَبٍ هذّب أخلاقه وسلوكه وفق ما وجَّهت إليه آيات كتاب الله وسنة رسوله…
وللأمانة هذه الدوامة ليست في الجماعات فقط بل كانت ولازالت مستمرة حتى في المدارس والمعاهد والكليات الجامعية الشرعية… حيث اهتمام الطلاب بالامتحانات النظرية والشهادات فقط، بلا شيخ مربٍ ولا مُدارسة ولا سلوك… لذا كانت النتائج ما نرى ونسمع حسبنا الله ونعم الوكيل.
ملاحظة: حديثنا كان عن الإسلاميين ودارسي العلوم الشرعية لأن الناس تتوقع منهم الخير، ومبنى الدين بعد العقيدة على المعاملة والأخلاق… وكما قيل “الصدمة على قدر التوقعات”… أما غيرهم من النخب والمثقفين في مجتمعنا فليسوا أحسن حالا بل أيضا حدث ولا حرج والحال في خصوماتهم أدهى وأمر.