بعد هذا التغول الإيراني الوقح، والانتشاء الفارسي المتعجرف بتحويل دول عربية إلى براميل بارود بتأليب أقليات طائفية فيها ضد الأكثرية فيها وتقويتها وتحريضها ضد حكوماتها، والادّعاء بأن بغداد أصبحت عاصمة الإمبراطورية الفارسية، وأن على العراقيين أن يقطعوا علاقتهم بمحيطهم العربي وينضموا إلى إيران، وبعد استكبار ملالي طهران وقُم وتحدّيهم لمشاعر مليار وثلاثمئة مليون مسلم، بعد كل هذا التحدي الصارخ “صحا الشرق وانجاب الكرى عن عيونه”، وعرف أن طريق العزة والكرامة لا تمر إلا عبر توحيد المواقف، والتحزّم بالصرامة، والتمنطق بالشجاعة والمبادرة والضربة الاستباقية، وخلع ثوب الذل والاستخذاء والاستجداء والارتماء، فكانت “عاصفة الحزم” في اليمن ضد المأجورين المشاغبين السابحين عكس التيار، الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم، هذه العاصفة التي ردّت الاعتبار للموقف العربي والتضامن العربي والإسلامي، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، في مواجهة التهديدات الخطيرة للأمن العربي والإسلامي والإقليمي والدولي.
“عاصفة الحزم” يأمل منها العرب والمسلمون أن تكون عاصفة تعصف بكل الأوهام والخزعبلات والأباطيل التي تعشعش في عقول معممي قم وطهران والضاحية الجنوبية لبيروت والنجف وكربلاء وصعدة وهزارة والقرداحة، كما يأملون أن تكون حازمة بحق، تعيد معها الحق إلى نصابه، وتعيد التوازن والعقلانية إلى العلاقات بين الدول والشعوب.
“عاصفة الحزم” يأمل منها أهل سورية والعراق ولبنان أن تكون البداية في اليمن ثم يعمّ خيرها بلادهم. فالشر الذي يشكّله الحوثيون في اليمن يشكله الحزبلاويون وعصائب الحق وفيلق القدس في دمشق الأمويين وبغداد العباسيين وبيروت الأوزاعي كذلك. والشرعية التي انتهكها حوثيو اليمن ينتهكها منذ سنوات شذّاذ الآفاق في كل المدن والمناطق السنية في سورية والعراق.
“عاصفة الحزم” تتطلّع إليها الشعوب المسلمة المسحوقة في إيران، من عرب وكرد وبلوش وتركمان وغيرها.
“عاصفة الحزم” يجب أن تكون استراتيجية طويلة الأمد، ويجب أن تكون أساساً لحلف عسكري عربي – إسلامي لمواجهة الأخطار التي تحيق بالعرب والمسلمين في كل مكان وكل زمان، وليس تكتيكاً مؤقتاً بتحقيق أهداف قريبة.
سيروا على بركة الله وباسم الله وإحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل. والله معكم ولن يتِركم أعمالكم، والشرفاء من أمة الإسلام معكم. “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
*قيادي في جبهة العمل الوطني لكرد سورية.