العبدُ يُرهـــقُ في الأَسبابِ تفكيـــــرَه *** واللهُ يُمضي على الأَكوانِ تَقديرَه
ما أَعظَــــمَ اللهَ لو أَدرَكـتَ حِكمَتَــــهُ *** وأَرحـــمَ اللهَ لو أَبْصَرتَ تيسيرَه
بالأَمسِ جاءَت لنا الأَخبارُ مُـرعبـــةً *** والكلُّ صَعَّدَ في الميدانِ تحذيـرَه
فأَنجــزَ اللهُ وعـــــــداً ليسَ يُخلِفُـــــهُ *** وليسَ يملِكُ من في الكونِ تأخيرَه
للموتِ سارَ جُنـودُ البغــيِ يدفَعُهــــم *** يأسٌ من الحالِ رامَ الجيشُ تغييرَه
تسلَّلوا نحـــو رِتيـانَ التي ذُبحــــــتْ *** وواصلوا نحو حردَتنينَ في حيرة
باشكوي صارتْ لهم ما قاومتْ أَبـداً *** وهَّموا أنَّ نصراً حانَ تسطيـــرَه
وغَرَّهــم ما أَتاهــم عند ضَحوتِهـــم *** فأَنجــزَ اللهُ بعدَ الظـهرِ تدبيــــــرَه
فدمَّـــرَ اللهُ للأَعــــداءِ ما صنعــــوا *** وعايَــنَ البَغــيُ في رِتيانَ تدْميـرَه
وأَيَّدَ اللــهُ جُنْدَ الحــــقِّ فانطَلقـــــوا *** وأكملوا في رُبــا الملَّاحِ تكسيـــرَه
واسوَدَّ وجـــهُ عــدوِّ اللهِ مُنــــهزِمـاً *** ما أَخطأَ الليـثُ إِذْ سَمَّــاكَ زُميــره