تتضح صورة داعش يوماً بعد يوم…
رغم تطبيل البعض وتزميرهم وتهديدهم وسبابهم دفاعاً عن داعش وجرائمها، إلا أن الشكوك تزول مع كل جريمة يرتكبها هؤلاء…
شعارهم “باقية وتتمدد”…
نعم باقية طالما كانت الحاجة لهم قائمة…
وتتمدد على دماء وأشلاء المسلمين فقط…
أما خلافتهم المزعومة فقد تبرأ منها القاصي والداني، حتى حزب التحرير الذي تقوم كل أدبياته على الخلافة والدعوة لها تبرأ منهم ومن استعراضاتهم المقيتة، وكذلك فعل منظرو القاعدة كأبي محمد المقدسي وغيرهم…
موقفنا منذ اليوم الأول كان واضحاً، لكن بعض حدثاء الأسنان اغتروا وظنوا أن قاطعي الرؤوس هم المنجاة والحل…
دواعش تحت الطلب…
لكن أي طلبات؟
إنها طلبات الطغاة ومن يدعمهم…
تأملوا معي التالي:
سوريا: حرف الدواعش الثورة السورية تماماً وطعنوا من يقاومون الأسد في الظهر ولم يدخلوا إلا للمناطق المحررة، ولم يسفكوا إلا دم المسلمين هناك، كفروا الجميع واعتبروهم صحوات وخوارج ومرتدين، لم يتركوا حتى من يتفق معهم في المرجعية كجبهة النصرة، تمردوا على الظواهري وطعنوا فيه، وأوجدوا المبرر لبقاء المجرم الأسد الذي بالمناسبة لم يخض أي مواجهة معهم، بل سلم مناطق كثيرة لهم تسليم اليد، وتمر قواته من مناطقهم وحواجزهم دون عوائق، اسألوا السوريين وتأكدوا، وأصبح الأسد المحارب للإرهاب جزء من الحل بفضل دواعش تحت الطلب.
المستفيد الأول والأخير من داعش في سوريا هو بشار الأسد وشبيحته.
العراق: رغم اختلاف الظروف والمعاناة الحقيقية للناس تحت سطوة الميليشيات الطائفية، إلا أن الدواعش لم يتحركوا ويقتلوا إلا في مناطق السنة، توقفوا على أبواب سامراء ولم يقتربوا من منطقة شيعية واحدة، توقفوا على حدود كردستان، لكنهم ذبحوا وما زالوا المسلمين من القبائل العربية السنية في العراق، يتحركون بكل أريحية وبطوابير طويلة من السيارات وسط الصحراء ولمئات الكيلومترات، لا تقصفهم طائرة ولا يرصدهم رادار، يتحدث التحالف عن ضربات لهم وعن عشرات السنوات للقضاء عليهم، وهم لا يملكون أسلحة دفاع جوي، ولا أقمار صناعية ولا أي تقنيات لمواجهة الطائرات بدون طيار، ومع ذلك يتركونهم ويواجهونهم فقط إعلامياً وفي بيانات التحالف، يسقط المالكي بفضل داعش تحت الطلب وتدخل إيران العراق رسمياً وتشكل الحشد الشعبي الذي بلغ عدد أعضائه ممن يخدمون ويتقاضون رواتب مليوناً وربع المليون طائفي، وتقصف طائرات إيران مناطق السنة جنباً إلى جنب مع طائرات التحالف بفضل دواعش تحت الطلب…
المستفيد الأول والأخير من ممارسات وجرائم داعش في العراق هو ايران وبيادقها في العراق.
الأردن: تعاطف شعبي كبير كان مع داعش في الأردن، السلطات لم تعلن رسمياً مشاركتها في التحالف، يتم إسقاط طائرة معاذ الكساسبة بقدرة قادر ثم فيلم إحراقه الهوليودي، فتقوم الأردن وتهب جميعها ضد داعش وتدعم التدخل الذي كان حتى ذلك الوقت غير معترف به، وتخرج الطائرات المقاتلة الأردنية وعلى شاشات التلفاز وهي تتوجه لقصف الرقة السورية، ويتغير المزاج العام الرافض للتحالف إلى رأي داعم له وبكل قوة بفضل خدمات دواعش تحت الطلب.
المستفيد الأول من داعش في الأردن هم من يؤيديون التحالف والقصف وكانوا يبحثون عن الدعم الشعبي.
ليبيا: وأخيراً جاء دور ليبيا! فيلم استعراضي رديء الإخراج لقتل 21 مصري مسيحي (حتى لا تقولوا أنهم يذبحون المسلمين فقط) وبدأ مخطط السيسي الذي كان ينتظر خدمات داعش ليحقق مقولاته “مسافة السكة” و”نسطيع الوصول للجزائر في 3 أيام”!
تذكروا فجأة كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، هكذا وبدون مقدمات…
السيسي الباحث عن مخرج لورطته بعد الانقلاب جاءه الفرج على طبق داعشي فُصّل تفصيلاً له، وكله تحت الخدمة ودواعش تحت الطلب.
المستفيد الأول والأخير من داعش في ليبيا هو السيسي وعصابته ومن يدعمهم
ترى ما الذي قدمه الدواعش للأمة غير تحقيق طلبات الطغاة؟
• تسفيه فكرة الخلافة تماماً واغلاق الباب أمام أي محاولة مستقبلية لاحيائها
• اظهار الدين الاسلامي بأنه دين قتل وحرق وسبي
• تشويه كل قيم وتعاليم الدين الاسلامي سواء مع الأسرى أو من يتوجب حمايتها من معاهدين مقيمين في بلادنا
• ذبح وقتل الالاف في سوريا والعراق كلهم من المسلمين السنة
• نشر الفوضى والتخريب والدمار في كل مكان
• جلب القوى الاستعمارية من جديد في شكل تدخلات وتحالفات تستبيح البلاد والعباد…
بالله عليكم هل قدموا اي فائدة للأمة وقضاياها من أي شكل أو نوع؟
يا من تدافعون عن القتلة والمجرمين من الدواعش، حاججونا بإنجازاتهم غير الشعارات البالية من نوعية باقية وتتمدد والدماء والأشلاء وخرق كل المحرمات الدينية والأخلاقية…
يتساءل د. أسامة أبو أرشيد
“هل هي من المصادفات أن داعش لا تظهر إلا حيث كان هناك ثوار وثورة؟ في سوريا، في العراق، واليوم في ليبيا؟ لماذا لا يظهرون في مناطق المجرمين؟
داعش: شلت أياديكم وانخنقت أنفاسكم وأراحنا الله منكم. أي مصيبة أنتم حلت بنا، وأي حمقى أنتم ابتلينا بهم؟ فضحتونا فضحكم الله وأخزاكم.”
ثم يصرخون: تكالبت الأمم علينا…
يقول د. أحمد موفق زيدان:
“يرمون العظام للعالم وهم متيقنون من رده الذي سيطال ثورات ربيع العرب قبل أن يطالهم.. ثم يتشدقون بإسقاط أحاديث تكالبت علينا الأمم..
حدثاء الأسنان ورويبضات الزمان يستدعون تدخلات دولية في الشام ليجهضوا ثوراتها ثم يكررونه بليبيا … اللهم انتقم منهم.
ثم يسقطون حديث تكالبت الأمم”
والله ما تكالب غيركم على الأمة…
والله ما تكالب غيركم على الأمة…
والله ما تكالب غيركم على الأمة!