بقلم: د. موفق مصطفى السباعي
ومكروا مكرا كُبّارا
بدأت في الأيام الأخيرة تتشكف بشكل سريع .. ودراماتيكي .. حقيقةُ .. مكيدة .. ومكر بني يهود .. وبني الصليب والعم سام .. وبني أبي لؤلؤة المجوسي .. بذراري المسلمين المغفلين .. الضائعين .. التائهين .. السادرين في غيهم .. ولهوهم .. ولعبهم .. الجاهلين حقيقة عدوهم .. وما يكيد لهم .. وما يمكر بهم !!!
قالوا لهم : إن تنظيم الدولة .. هو تنظيم إرهابي .. إجرامي .. متوحش .. متطرف .. يريد أن يدمر حياتكم .. ويسلبكم أراضيكم .. ويحرمكم من متع الدنيا .. وملذاتها .. ويحجر عليكم حرياتكم .. ويغير دينكم .. ويبدل نمط حياتكم .. ويسقط عروش القياصرة .. والأكاسرة !!!
كما قال فرعون قديماً :
إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ . . أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلْأَرْضِ ٱلْفَسَادَ !!! غافر آية 26
فصدقوهم .. ورددوا أقوالهم .. كالببغاوات .. وساروا في ركابهم .. بل طالبوهم .. وبشدة .. وقوة بمساعدتهم في القضاء عليه .. وعرضوا عليهم أموالهم .. ليأخذوا منها ما يشاؤون .. كي يخلصوهم منه !!!
ثم مكروا بهم مكراً آخر !!!
وقالوا لهم يجب تشكيل حلف دولي للقضاء عليه .. ويجب عليكم المشاركة .. والمساهمة الفعالة . . في حلف الضلال .. بالسلاح والأموال .. والرجال والنساء والعتاد !!!
ثم عادوا وقالوا لهم – ليخدعوهم .. ويضحكوا عليهم – إن هذا التنظيم شرس .. قوي .. متوحش .. صلب .. عنيد .. يحتاج إلى زمن طويل للقضاء عليه .. والمعركة معه ستكون طويلة .. وشاقة .. وعسيرة .. ولن تنفع معه الضربات الجوية .. ولا بد من جيوش برية .. تدخل إلى أرض المعركة .. لسحقه .. وإبادته !!!
وهنا مكروا مكراً كُبَاراً .. وأضلوا كثيراً من دهماء ذراري المسلمين !!!
ورسموا خطة خبيثة .. وأعدوا مكيدة شريرة !!!
فأمروا الطيارة العربية .. بإطلاق صاروخ على طائرة عربية أخرى .. – كما صرح بذلك والد الطيار – لإسقاطها في أرض تنظيم الدولة .. ليكون طعماً ساماً .. قاتلاً له !!!
ولغباء هذا التنظيم .. وحماقته .. ورعونة .. وطيش أفراده .. وغروره بقوته .. وخيلائه ببأسه .. بلع الطعم السام .. القاتل .. ومسك بتلابيب الطيار الكركي .. المسكين .. المغفل !!!
واعتبره صيداً ثميناً .. فادعى أنه هو الذي أسقط طائرته !!!
وللأسف الشديد . . أن جميع الفصائل الجهادية .. تتصف بهذه الصفة المرضية .. القاتلة .. المحبطة للعمل .. والمتعارضة مع الإخلاص لله تعالى .. بدءً من حماس إلى القاعدة .. ووصولاً الآن إلى تنظيم الدولة وسواه .. وهي مسارعتها للتفاخر .. والتباهي بأعمالها البطولية ضد الأعداء !!!
بالرغم من أنها سببت لهم كثيراً من الخسائر البشرية .. وجعلت أعداءهم يتصيدونهم كالفئران .. وأوقعتهم في هزائم كثيرة !!!
إلا أنهم مصرون على هذا التصرف الأهوج . . الأخرق .. بحجة كسب معركة الإعلام !!!
ونسوا أن الإخلاص لله تعالى .. كافٍ .. ليتولى الله بذاته العلية . . نشر أخبارهم .. وفتوحاتهم على الملأ أجمع !!!
كما أنه هو السبيل الوحيد لدخول الجنة !!!
وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٥٧﴾ غافر
وما علم هذا التنظيم الجاهل .. المغرور .. أن حلف الضلال .. والمكر .. والدهاء .. هو من أسقط طائرته .. ليقع في يده .. كي يكون فتنة .. واختباراً .. واستدراجاً له .. ليقع في حماقة قتله !!!
ومن ثَمَ .. ليُشهرَ به على الملأ .. ويُشوه سمعته .. في وسائل الإعلام الخبيثة .. على أنه قاتل .. مجرم .. متوحش .. ويستدر عطف الدهماء .. والغوغاء .. ليقفوا ضده !!!
ولإكمال الكيد الذي من شدته .. وهوله .. تكاد الجبال أن تزول !!!
وَقَدْ مَكَرُوا۟ مَكْرَهُمْ .. وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ .. وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ !!! إبراهيم آية 46
أمروا حكومة الطيار بألا تبال به .. ولا تهتم له .. ولا تسأل عنه .. ولا تقبل التفاوض على إطلاق سراحه .. بل أكثر من ذلك .. ألا تقبل تحريره بالقوة .. مع تأكيد اللجنة المفاوضة .. بضمان سلامته 100% .. حسب تصريح اللجنة التي تولت أمر التفاوض !!!
ولو أن لدى هذا التنظيم شيئاً من الحكمة .. والحصافة .. والحنكة .. والفتح الرباني !!!
لأدرك مباشرة من بعد فشل المفاوضات .. لإطلاق سراح الطيار .. أنه يُراد به شراً مستطيراً !!!
وأنه يراد له أن يتورط في قتل الطيار بشكل همجي .. هوجائي .. ليكون شماعة للجيش الأردني .. ومبرراً له ليدخل أرض المعركة .. المخطط لها بعناية فائقة .. ضد تنظيم الدولة .. وليكون الإشتبارك بينهما مباشرة .. ولتسيل دماء ذراري المسلمين الغثائيين .. من كلا الطرفين .. على أرض العراق والشام !!!
وليجلس مهندس حلف الضلال .. يحتسي القهوة .. وهو يتفرج عليهم .. ويقهقه ضاحكاً .. مسروراً .. بنجاحه في خداع كلا الطرفين .. والضحك عليهما !!!
لو أدرك هذا التنظيم الهمام .. حجم المكر .. والكيد المعد له !!!
وعمل بمكر .. ودهاء .. يكافئ مكر .. وكيد حلف الضلال !!!
لأفشل مخططه الجهنمي .. المعد بخبث شديد .. لإصطياده في الماء العكر !!!
ولجعله يبوء بشر عمله .. ولفهم مراد الرسالة جيداً !!!
ولكن السؤال الكبير :
هل ستدرك عشائر الأردن الأصيلة .. مغزى كلمة والد الطيار .. الذي بين صراحة .. أن المسؤول الأول عن قتل ابنه ليس هو التنظيم فحسب .. وإنما حلف الضلال .. ونظام بلده الذي استهان به .. وسلمه باليد إلى التنظيم ليقتلوه ؟؟؟!!!
هل ستدرك العشائر العربية الأصيلة هذه الحقيقة .. فتوجه إصبع الإتهام مباشرة إلى .. الذي تبرأ من مسؤوليته عن الطيار . . متهماً إياه بأنه هو الذي تطوع للمشاركة مع حلف الضلال ؟؟؟!!!
وتطالب قيادة الجيش بألا تنجر إلى معركة خاسرة .. لا ناقة له فيها .. ولا جمل !!!
وأن القصد منها هو تفتيت الجيش .. بعد أن تم تفتيت الجيوش المجاورة .. وحرق الأردن على بكرة أبيه !!!
وتعمل على وقف هذا الهيجان .. وهذا التحريض .. على قتل .. وسفك دماء ذراري المسلمين .. على مذبح الصليب ؟؟؟!!!