مؤسسات الدولة الأسدية القاضي يعدم بثلاثين ثانية ووزير الدفاع للطبخ وتنسيق الزهور والمفتي يحيي بشالوم
ما زال بعض المخادعين والمخدوعين يتباكون على ما يسمونه زورا وبهتانا ( مؤسسات الدولة) في سورية !! في سورية ، حيث أعدم حافظ الأسد وابنه من بعده كل ظل للدولة ، ومحا آثارها على مدى أربعين عاما لم يبق من ( الدولة ) بمعنييها المدني والسياسي الشكلي والعملي، ما يتباكى عليه المتباكون …
للدولة في مضامير تطورها الإنساني والمدني ، من الحالة الرعوية إلى الدولة المدنية الحديثة معايير دنيا تضبط تجسداتها وأشكال أدائها مما لا تستطيع أن تجد له عينا ولا أثرا في سورية ( الأسد ) . سورية ( الأسد ) التي يدفع أبناؤها كل هذه الدماء ليخرجوها من حظيرة هذه الإضافة الذميمة ، وتحويلها إلى سورية شعبها وإنسانها.
الدولة في العرف العام الذي تواضعت عليه الأمم والشعوب ، واستقرت عليه مسيرة الحضارات هي مؤسسة للحماية والأمن ومؤسسة للرعاية والخدمة . الدولة مؤسسة منضبطة بقانون ، وليست مجرد أطر وعناوين وهياكل نخرة وجماجم لا تعرف العقول وصدور لا تعرف القلوب .
يدرك كل السوريين الذين عايشوا ويعايشون (الحالة الأسدية ) في سورية أنه على مدى أربعين عاما كان يمكن لرتبة صغيرة في تراتبية ( المؤسسة ) المهترئة التي يسمونها ( الجيش العربي السوري …) وبخلفية هذه الرتبة الطائفية أن تهز أركان وأعصاب عقيد أو عميد أو لواء ليس له من رتبته إلا ما وضع على كتفه من رموز …
بل كيف يستقيم عمل (مؤسسة ) يتباكى عليها المتباكون ، ينشق عليها أكثر من نصف عديدها من ضباط وضباط صف وجنود ثم تظل تتحرك بالنمطية نفسها وبالوتيرة نفسها إلا إذا افترضنا مسبقا أن هؤلاء لم يكونوا أصلا من الذين يقدمون أو يؤخرون في قرارها أو في مسيرتها ..
يدرك كل من شغل موقع وزير أو مدير في سورية أنه لم يكن في يوم صاحب قرار ولو في اختيار الحاجب الذي يضبط له سكر قهوته . وكيف يفسر لنا هؤلاء المخادعون والمتباكون أن مؤسسة ( !!!!! ) يستقيل فيها ومنها نائبان للرئيس ورئيس للوزراء ولا يهتز فيها ركن ، ولا تتغير فيها طبيعة قرار لا سلبا إن كانوا محسنين ولا إيجابا إن كانوا مسئيين .
ابحثوا معنا عن مفهوم (المؤسسة) ومضمون (المؤسسة) على منصة قضاء حكم قضاته على آلاف البشر السوريين بالإعدام في أقل من ثلاثين ثانية بالإعدام . إعدام ينفذ بالوجبات بتوقيع وزير الدفاع وبشهادته المثبتة وإقراره المشين .
وعلى ذكر ( الدولة) و( المؤسسة) و( وزير الدفاع ) ندعو كل مثقف في العالم بضمير حر أن يتعرف على حقيقة هذه الدولة المؤسسة التي يشتغل وزير دفاعها بتصديق قوائم إعدام مواطنين أبرياء، وبإصدار كتب عن فن تنسيق الزهور، أو وصفات في فن الطبخ لربات البيوت …
ولتلمس معالم (الدولة المؤسسة) نطالب المخادعين والمخدوعين على السواء بالعودة إلى تفقد ملامح هذه المؤسسة في كشوف المخالفات لشرطي سير في زوايا الشوارع الريعية ، أو في معابر الجمارك التي كان يتم تسليمها بتقديم الضمان ، نذكر المخادعين والمخدوعين بأبنائهم المجندين الذين كان سيء الحظ منهم من يضطر للعمل في المزرعة أو المنجرة أو المخرطة للسيد ( البدين ) أو خادم ذكر عند ( السيدة العقيد أو النقيب ) ، بينما يتنازل حسن الحظ عن استحقاقه الشهري ويدفع بين يديه أو من خلفه المعلوم …
توقفوا عن الكذب على التاريخ أيها المخادعون ، وتوقفوا عن المتاجرة بآلام السوريين ، و بدماء شهدائهم وعذابات جرحاهم ومشرديهم ، توقفوا عن أحاديث الغرور عن مؤسسات دولة لم ير لها جيل كامل من السوريين عينا ولا أثرا ..
ونقول لكل هؤلاء الخادعين المخادعين لو كان لدينا في سورية أصلا ظلا لمؤسسة واحدة ولو على منبر الإفتاء لوجد شعبنا الجريء الجميل طريقة أخرى لتغيير واقعه الأليم …حتى على منبر مؤسسة الإفتاء يقف صاحب العمامة المزيف بعمامته المكورة بعناية وببسمته الأفعوانية الصفراء ويلقي التحية على أهلها : شالوم .. نعم ( شالوم ) وهذه هي في سورية الأسد أو سورية حسون مؤسسة الإفتاء.