يبعث العبد على ما مات عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يبعث العبد على ما مات عليه» رواه مسلم
– – – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: “يُبعَثُ كُلُّ عبدٍ على ما ماتَ علَيه”. رواه مسلم.
المعنى: يخبرُنا النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ اللهَ تعالى يبعثُ العبادَ يومَ القيامةِ على الأحوالِ التي كانوا عليها في الدُّنيا حينَ قَبضَ أرواحَهم… فمَن قُبِضَ على طاعةٍ بُعثَ عليها، ومن قُبضَ على معصيةٍ بُعثَ عليها.
وهذا الحديثُ يحملُ معنى التّبشيرِ كما يحملُ معنى النِّذارة (الإنذار)، فهو تبشيرٌ للحريصينَ على مرضاةِ الله، أهلِ الصّيامِ والقيامِ والذّكر والجهادِ والبرِّ والإحسانِ، فكأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُغريهم بالمثابرةِ على هذه الأعمالِ الصالحةِ، لعلَّ اللهَ أن يختمَ لهم بها ثمّ يبعثَهم عليها.
وهو إنذارٌ للغافلينَ المغترّين بإمهالِ الله لهم والعاكفينَ على ظلمِهم والمقيمينَ على تقصيرِهم، فكأنّه صلّى الله عليه وسلّم يقولُ لهم: “هلّا انتبهتُم ورجعتُم إلى اللهِ وعدتُم عن غفلتِكم، من قبلِ أن يفجأَكم الموتُ، ثمَّ لا تشعرونَ إلّا وأنتُم موقوفون بين يديِّ الله متلبّسينَ بجرائمِكم”!
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: كلُّ مؤمنٍ موقنٌ بالموتِ لا يُنكِرُهُ.
وكلُّ مؤمنٍ يعترفُ أنَّ الموتَ قد يأتي بغتةً من غير نذيرٍ ولا مؤشّراتٍ تسبقُه.. لكن قليلٌ منّا من يستعدُّون لِلَحظةِ الموتِ بالحرصِ على صالحِ الأعمال والبعدِ عن المعاصي خشيةَ الموتِ عليها.
ونحنُ نرى في واقعنا تطبيقاتِ هذا الحديث، فكم من أخٍ لنا خرج إلى الرّباطِ أو إلى الصّلاةِ أو إلى الحجِّ فلَم يرجِع، بل ماتَ على هذه الطّاعة المبشِّرةِ بالفوزِ بإذنِ الله تعالى.
وفي المقابلِ كم من أخٍ لنا للأسفِ ماتَ وهو على حالٍ يستحيي أهله من ذكرِها أمامَ الناس.
لكنْ وإنْ أخفيناها عن النّاسِ، اليوم فمن يُخفيها يوم يَبعثُه اللهُ على رؤوسِ الأشهاد وهو على الحالِ ذاتِها التي ماتَ عليها؟!!
أسأل الله تعالى أن يحسنَ ختامي وختامَكم.