آخر الزمان وكثرة الزلازل والفتن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -وهو القتل القتل- حتى يكثر فيكم المال فيفيض» رواه البخاري
– – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم: *«لا تقومُ السَّاعةُ حتى يُقْبَضَ العِلم، وتَكثُرَ الزَّلازِلُ، ويتقارَبَ الزَّمان، وتَظهَرَ الفِتَن، ويَكثُر الهَرْجُ -وهو القَتلُ القَتْلُ- حتى يَكثُر فيكم المالُ فيَفيضُ».* رواه البُخارِيّ.
المعنى: يخبرُنا صلّى الله عليه وسلّم أنّ حصولَ هذه الأمورِ يدلُّ على اقترابِ يومِ القيامةِ، وأنّ من أدركَ هذه العلاماتِ فعلَيه أن يتوبَ إلى الله، ويلوذَ بالطّاعاتِ ويَحذَرَ أن يكونَ من شِرارِ النّاس الذين هم أكثر من تقوم عليهم الساعة.
وهذه الأمور هي:
١- قَبضُ العِلم، والمقصودُ كثرَةُ موتِ العُلماءِ وقِلّةُ مَن يُعلِّمُونَ النّاسَ دينَهم الحقّ.
٢- كثرةُ الزّلازلِ وتقاربُ حُدوثِها، وهي اهتزازُ الأرضِ بشكلٍ مخيفٍ كما حصلَ من قريب في سوريا وتركيا، وهي من الآياتِ التي يُخَوِّفُ الله بها عبادَه.
٣- تقاربُ الزّمانِ ومعناهُ ذهابُ بركةِ الوقتِ، أوسرعة انقضائه فيصبح اليوم كالساعة… أو سرعة الانتقال بينَ البلدان بحيثُ يقطع المسافر في دقائقَ ما كان يحتاجُ إلى أكثر من يومٍ وليلة ليقطعَه.
٤- كثرةُ الفِتن وهي فتنُ الشُّبهاتِ، وفِتنُ الشّهوات التي تحيدُ بالإنسانِ عن الثّباتِ على الدّين.
٥- كثرةُ القَتلِ وهذا ملحوظٌ معاينٌ بكثرةِ الحروبِ والمَقاتِلِ التي تقعُ ونسمعُ أخبارَها صباحَ مساء.
٦- كثرةُ الأموالِ وتوافرُ الأرزاق وسهولةُ تحصيلِ المالِ بلا جُهدٍ، وربما يعبّرُ بهذا عن قلّةِ البشر نتيجةً لكثرةِ الموتِ والقتل.
وأغلبُ هذه العلاماتِ ظاهرٌ لا يخفى.
طريقة مقترحة للتطبيق:
أخي وأختي: في غَفلةٍ تمضي أعمارُنا، وتمرُّ علينا أحداثٌ عِظامٌ دونَ نعطيَها حجمَها من التفكّر والاهتمام؛ بل لقد استمرأنا التغافلَ عن المصائب، وألِفنا التّعايشَ مع الفِتَن، وتكاسلنا عن الطّاعاتِ، وامتهنّا تبريرَ الأخطاء.
واللهُ تعالى يحذّرنا بهذه الآياتِ أن تأتيَنا السّاعة ونحن على غفلتِنا.
زلزالُ أمسِ بلغَ خمسَ درجاتٍ فقط وقد روّعَ الملايين، وكانَ أكثرُهم في لهوِهم على المونديال، ثم بعدَ دقائقَ قليلةٍ انتهى المونديال وراحوا يحتفلونَ ويرقصون وكأن شيئًا لم يحصل!!
فكيفَ لو جعلَ الله هذا الزّلزال أعلى من ذلك بدرجتَين أو ثلاثٍ؟!… صَدَقَ ربّي: (اقتربَ لِلنّاسِ حسابُهم وَهم في غفلةٍ مُعرِضون)!