على كل مسلم صدقة
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «على كل مسلم صدقة، قال: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير، قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة» متفق عليه
– – – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عن أَبي موسى الأشعَرِيِّ رَضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: *”على كل مُسلِمٍ صَدقة”، قال: أرأيتَ إن لم يَجِد؟ قال: “يعمل بيدَيه فينفَعُ نفْسه ويتصدق”، قال: أرأيتَ إن لم يستطع؟ قال: “يُعينُ ذا الحاجةِ الملهوف”، قال: أرأيتَ إن لم يستطع؟ قال: “يأمُر بالمعروفِ أو الخير”، قال: أرأيتَ إن لم يفعل؟ قال: “يُمسِكُ عن الشرِّ فإنَّها صَدَقَة”.* مُتَّفَقٌ عليه.
المعنى: إنّ معنى الصّدقةِ في الإسلام أوسعُ بكثيرٍ من مجرّدِ بذلِ المالِ والمتاعِ للمحتاجين، وإن كانَ هذا هو المعروفَ المتبادرَ للذّهنِ عند ذكر الصّدقة، بل التّصدُّقُ شاملٌ لفعلِ كلِّ ما هو طيّبٌ نافعٌ للنّفسِ أو للغيرِ.
فيخبرُنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يترتّب على المسلمِ أن يبادرَ في كلّ يومٍ تطلعُ شمسُه إلى التّصدّقِ عن نفسِهِ وبَدنِهِ بنوعٍ من أنواعِ الصّدقاتِ العديدة.
فإن لم يجد المسلمُ سَعةً في مالِهِ يتصدّقُ به، فإنّ صنعتَه ومهنتَهُ التي يكسبُ من ورائها ما يُنفقُه على كفايةِ نفسِهِ وأهلِهِ من النّفقاتِ الواجبةِ والمندوبةِ، يعدُّ من الصّدقاتِ، وكلّما اتّسعَ عددُ من ينفقُ عليهم نَمَت صدقَتُه.
فإن لم تكن للمسلمِ مهنةٌ أو تكاسلَ عن العملِ، فإنَّ مساعدتَه لِمَن اشتدّ احتياجُه للمساعدةِ البدنيّةِ، كأن يحملَه في سيارتِهِ فيوصلَه، أو يؤويهِ في مسكنِهِ، أو يعيرُه ما يقضي به حاجتَه، كلُّ ذلكَ يكونُ له صدقة.
فإن عجزَ أو تكاسلَ عن المبادرةِ لشيءٍ من ذلكَ بنفسِهِ فإنّ من التّصدُّقِ أن يأمرَ غيرَه بفعلِ الخيراتِ، فإن لم يُوفّق إلى ذلكَ، فلا أقلَّ من أن يتصدّقَ على نفسِهِ بلجمِها عن السّيّئاتِ والشّرورِ حتّي يُعفيَ نفسَه من حملِ الأوزارِ يومَ الجزاء.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: نحنُ أحوجُ ما نكونُ يومَ القيامةِ إلى صدقةٍ نستظلُّ بها في أهوالِ ذلك اليوم، وأظنّكم أدركتم من خلالِ هذا الحديثِ كم هو ميسورٌ لنا أن نتصدّق، فلنحرصْ على ذلك؟
وأرجو ألّا نرضى لأنفسِنا بالحدِّ الأدنى ممّا جاءَ في هذا الحديث، فإنّه ليس كلّ المتصدّقين سواءٌ في الأجر، ولكن تذكروا دائما “الأعمال بالنِّيات” فلنجدد نيتنا دائما مبتغين وجه الله تعالى في كل خير نفعله.