نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ» متفق عليه
– – – – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عَنِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “نِعْمتانِ مغبونٌ فيهِما كثيرٌ مِن النَّاس: الصِّحَّة والفَراغ “. متّفقٌ عليه.
المعنى: إنّ نعمَ الله علينا أكثرُ من أن تُحصى، وكلُّ نعمةٍ آتانا الله إيّاها إمّا أن نستثمرَها ونستفيدَ منها أتمَّ الاستفادة، وإمّا أن نُغلبَ فيها وتضيعَ علينا كلُّها أو بعضُها.
وأكثرُ النّعمِ التي نُغلَبُ فيها وتفوتُ منّا هاتانِ النّعمتانِ اللتانِ ذكرَهما النّبيّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: الصِّحّةُ والفراغُ.
ذلكَ أنّ الإنسانَ لا يمكنُهُ القيامُ بأعمالِ الخيرِ والبرِّ ما لم يكن لديهِ فراغٌ كافٍ لفعلِها وعافيةٌ تمكّنُهُ من أدائها.
ووجهُ الغُبنِ والغُلبِ ههنا أنّ الإنسانَ قد يُعافى في بدنِه ويكونُ لديه فراغٌ فيُمضيهِ في اللهو والعبثِ، ولا يغتنمُهُ في فعل الصّالحاتِ، فتضيعُ منه ساعاتُ الفراغِ والعافيةِ سُدى.
وكذلك أعمالُ السّوءِ والشّرِّ لا يمكنُ للإنسانِ أن يفعلَها بلا فراغٍ لها وعافيةٍ تعينُ عليها، وَوجهُ الغُبنِ ههنا أن يُنفِقَ العبدُ فراغَهُ وعافيتَه على السّيّئاتِ أو التوافِه، فيكونُ قد قابلَ نعمَ اللهِ بالإثمِ والعصيانِ بدلَ الشّكرِ والعِرفان.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: حينَ نطقَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم بهذا الحديث لم تكن قد انتشرت بعدُ هذه المُلهِياتِ التي تقضُمُ أوقاتنا قَضمًا، ولم تَكن قد فَتَرَت هِمَمُ النّاسِ في العبادةِ كما هو حالُ أكثرِنا اليوم، بل كان النّاسُ يتسابقونَ إلى الطّاعات ويستثمرونَ عافيتهم في الصّلواتِ والحج والجهاد والبرّ والصّدقات والصّلةِ وطلبِ العلم.
فكيف لو رآنا صلى الله عليه وسلم اليوم ونحنُ قد قصّرنا في جميعِ جوانبِ الخير، وأضعنا الكثير الكثير من أوقاتِ ليلِنا ونهارِنا على الشاشاتِ والجوالاتِ وفي السّهراتِ والقيلِ والقالِ وما نحنُ عليهِ من حال؟!
فمتى نحسم أمرنا، وننظم وقتنا، ونخطط لحياتنا لنعمرها بالخيرات النافعات، قبل أن نبوءَ بالخُسران؟