ابن آدم تفرغ لعبادتي
أملا صدرك غنى
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله جل وعلا، يقول: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يدك، ولم أسد فقرك» حديث حسن، رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد
– – – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عَن أبي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ، قالَ: *«إنَّ اللَّهَ جَلَّ وعَلا، يَقولُ: يا ابنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبادَتي أملَأْ صَدرَكَ غِنًى، وأَسُدَّ فَقرَكَ، وإنْ لا تَفعَل مَلَأتُ يَدَكَ شُغلًا، وَلَم أسُدَّ فَقرَكَ».* حديث صحيح، رواه التِّرمذيّ وابنُ ماجه وأحمد.
المعنى: يعلّمنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أنَّ الغنى إنّما يكونُ في القلب لا في الجيبِ، وأنَّ سبيلَ الحصولِ على هذا الغنى يكون بحسنِ العلاقةِ مع المُغني سبحانه وتعالى وحُسنِ الثِّقةِ بِه.
ويُخبرُنا أيضاً صلّى الله عليه وسلّم أنَّ ربّنا تبارَك في عُلاهُ قد تضمّنَ لمن فرّغَ قلبهُ لعبوديّةِ اللهِ، وجعلَ رضوانَ اللهِ مقدّماً على مطالبِ الحياةِ وشهواتِها، فإنَّ اللهَ سيُنبتُ في قلبِهِ الغنى باللهِ عن كلِّ شيءٍ، وسيورثُهُ الشّعورَ بالاكتفاءِ مهما اشتدّت حاجاتُهُ، بل حتّى لو كان عليه ديونٌ فإنّه يكونُ واثقاً أنّ الله سيهيئ له سداداً لديونِه، وإن عجزَ سدَّ الله عنه.
كما توعّدَ اللهُ من قدّمَ رغباتِهِ الدُّنيويّة على مَرضاتِ الله، فتركَ الواجباتِ وقصّرَ في الفروضِ وأهملَ النّوافل لانشغالِهِ بتحصيلِ الدُّنيا، ظانّاً أنّه مُستغنٍ عن مولاهُ، أو أنّه بحولِهِ وقوّتِهِ يقضي حوائجَهُ، فإنّ الله يَكلُهُ إلى نفسِهِ، ويستدرجُهُ بكثرةِ المشاغلِ ووفرةِ المالِ، مع بقاءِ إحساسِهِ بالفقرِ والعَوزِ حتّى لو ملكَ مالَ قارون.
طريقةٌ مقترحة للتطبيق:
أخي وأختي: نحنُ نظنُّ أنّ الغنى يكونُ بامتلاءِ الجيوبِ بالنقودِ أو بتوافرِ المؤونةِ والحاجاتِ في البيوتِ أو بكثرةِ الممتلكاتِ، وهذا وهمٌ لا حقيقةَ له.
بل الغِنى أمرٌ خفيٌّ يخلقُهُ الله في نفسِ العبدِ يُستشعرُ به الاكتفاءَ بالله والاستغناءَ عن النّاس، وهذا الشّعورُ لا سبيلَ لتحصيلِهِ إلّا بالقربِ من اللهِ وتقديمِ رضاهُ على حظوظِ النفس، وقد جاءَ في الحديثِ الصّحيح “ليس الغِنى عن كثرة العَرَض، إنّما الغِنى غِنى النفسِ”، والعَرَضُ هو المتاعُ..
وفي الواقع الكثيرُ الكثيرُ ممّا يشهدُ لهذا المعنى، فلنفرّغ القلوبَ لعبادةِ الله، ولنحرِص على نوالِ رضاه، ولنحسنِ التوكّلَ عليهِ، ولنستغنِ بهِ عمّا سواه.