حرب المعابر
وتسطيح المفاهيم!

البعض دائما يحلو له تسطيح المفاهيم، لتبرير فشله، وتغطية فساده وضلاله أو تعصبه الأعمى…

في المستجدات الأخيرة المتعلقة بمعبر الحمران شرقًا، آثرت الصمت طيلة الأيام الماضية، ولكن ما يخرجك عن صمتك قسرا ما تسمع من هرطقات بعض من يفترض أنهم يوجهون الناس، وياليتهم آثروا الصمت، ولكنهم لايسمعون من يردهم فيتمادون!

فذاك يقول “اقتتال على معبر، والكل في الإثم سواء”!

وشيخ يدعي أن “المهاجِم باغٍ والمدافع شهيد”!!

وهنا أقول باختصار حتى نستطيع تقييم المشهد والأفعال والفاعلين لابد أن نبني على قاعدة صحيحة أساسها:

“المعابر الجمركية ملك الشعب، ليست ملكا شخصيا لأحد، لا تُملَك ولا تورَّث”، إنّما هي مورد مالي، وورقة قوة، تتنافس عليها الدول والحكومات عادةً لتستثمر عوائدها على ما يعود بالنفع على الدولة والشعب… لذا ففي مثل حالتنا هي ملكٌ للثورة والثوار، الأصل فيها أن تنفق موارِدُها:

– على عسكر الثورة تسليحًا وتدريبًا..

– وعلى جبهاتنا تحصينا وتجهيزا…

– وعلى مدننا المحررة خدماتٍ وتنظيمًا وتطويرًا للبنية التحتية..

– فضلا عن كون تلك المعابر ورقة قوة إضافية على طاولة السياسة لمن يستطيع المناورة بالسياسة!

فمن كان ما سبق ذكره مثالا عمّا يشهده الناس من عمله وسعيه، فهو أحق بها، في مقابل من جعل موارد الثورة له ولأقربائه والخواص من معاونيه من دون الناس بل حتى من دون الجنود المساكين الذين هم معه!!

يقول ابن خلدون: “الدولة بالجُند، والجُند بالمال، والمال بالخراج..”.. لذا فمن الطبيعي أن يسعى صاحب المشروع إلى إضافة ورقة قوة إلى قوته، ومن كان مشروعه يوظف عوائد المعابر فيما أسلفنا، فسنجد أن العقلاء والمخلصين والمؤمنين سيصطفون معه، وإن آثر بعضهم الصمت طلبًا للسلامة من ألسنة السفهاء…

وبناء على ما سلف أيضًا، لا يستوي من يُقاتل لما ذكرنا من أفكار، مجاهِدًا مؤمِنًا بفكرته ومشروعه وقيادته، مع من يقاتِل في صفٍ لا يدري لم يُقاتِل ويُقتَل مهاجِمُا كان أحدهم أم مُدافِعًا!!

هذا ما أحببت أن أقوله تبرئةً للذِّمة، وتقعيدًا لفكرةّ يجب أن ترسخ في أذهان متابعينا.

اللهم عجِّل الفرَج، واحقن دماء المسلمين، واجمع كلمتهم على ما فيه صلاح الدنيا والدين.