النهي عن الظلم
عن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا» رواه مسلم
– – – – – – – –
بقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون
عن أَبي ذَرٍ جُندُب بن جُنادة، رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: “يا عبادي إنِّي حَرَّمتُ الظُّلم على نفسي وجعلتُه بَينَكُم مُحرَّمًا فلا تظالموا”. رواه مسلم.
المعنى: إنّ خصلةَ الظّلمِ من أقبحِ الخصالِ وأبغضِها إلى الله تعالى، ولهذا أخبرَ الله عبادَه أنّه حرَّمَ الظّلمَ على نفسِهِ، فهو سبحانه لا يظلمُ أحداً، حتّى أكفرَ أهلِ الأرضِ لا يظلمُهُ الله تعالى بل يعذّبُهُ بعدلِهِ، (ولا يظلمُ ربُّكَ أحدا)..
ولأنَّ اللهَ يبغضُ الظلمَ حرّمَه كذلكَ على النّاس، فكلُّ ظالمٍ معاندٌ لله جلّ في علاه، وهو مستحقٌّ للعذاب بما اقترفت يداه. وكثيرٌ منّا عندما يُذكرُ الظّلمُ يظنُّ الأمرَ متعلّقاً فقط بالقضاةِ والولاةِ وأصحابِ السّلطة، ولو دقّقَ في أفعالِه وأقوالِهِ لربّما وجد نفسَهُ من أشدِّ الخلقِ ظُلماً.
• فاقتحامُ الذنوبِ ظلمٌ للنّفسِ.
• والتكلم بحقّ الناس بما ليس فيهم ظلم.
• وعدم إعطاء الأجيرِ كاملَ حقّه ظلم.
• وعدم سداد الدّيون في وقتها لمن كان قادراً ظلمٌ.
• وإجبارُ البنتِ على الطلاقِ من زوجها بلا موجبٍ شرعيٍّ ظلم.
• وحرمانُ المطلقةِ من مستحقّاتِها كالمهر والحضانة والنّفقة والسّكن إن كانت ممن تستحقُّه ظلم.
• وحرمان الأطفالِ من أمهاتِهم أو آبائِهم عند الطلاق ظلم مضاعف.
• وإعطاءُ مستحقّاتِ الفقراءِ للأغنياءِ ظلم.
• وكل اعتداء على مالٍ أو عرضٍ أو دمٍ لمسلمٍ ظلمٌ…
فأنواع الظّلم لا يمكنُ حصرُها.
طريقة مقترحة للتطبيق:
أيها الإخوة إنّ أكثر المظالم نقعُ فيها ونحنُ لا نريدُها، ولكن الغفلةَ والتعصّبَ للرّأي وأحيانا تقديسُ العاداتِ أو النّزولُ عند رغبةِ الزّوجة أو الأمّ أو الأب كلُّ ذلكَ يوقعنا في الظلم ما لم ننتبه… وللأسف فإنّ أكثر من نظلمُهم هم أهلونا وأقاربُنا الذين وصّانا الله بالإحسانِ إليهم… فمتى ننتهي؟ (وقد خاب من حَمَلَ ظُلما)!