الصلاة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود» حديث صحيح رواه ابن ماجة والترمذي

لا يقيم صلبه: أي لا يجعل ظهره مستقيما معتدلا مستويا (في الركوع والسجود) المستلزم للطمأنينة، فالطمأنينة في الصلاة ركن من أهم أركانها، فرط فيه أكثر الناس

 

– – – – – – –

بقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون

عن عليِّ بنِ شَيبان رضي الله عنه قال: خرجْنا حتى قدِمنا على رسولِ الله – صلّى الله عليه وسلّم – فبايعَنا، وصلَّينا خلفَه، فلمَحَ بمؤخّرِ عينِه رجلاً لا يُقيمُ صلاتَه – يعني: صُلبَه – في الرُّكوعِ والسّجود، فلما قضَى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاة، قال: “يا معشرَ المسلمين، لا صلاةَ لمن لا يُقيمُ صُلبَه في الرُّكوع والسُّجود”.‏
حديث صحيح، رواه ابنُ ماجة والتِّرمذِي.

المعنى: لا يُقيم صلاته، لا يعدل صُلبَه: أي لا يجعل ظهره مستقيمًا معتدلًا مستويًا (في الركوع والسجود) المستلزِم للطُمأنينة.

فالطمأنينةُ في الصلاة ركنٌ من أهمّ أركانها، وقد فرّطَ فيه أكثر النّاسِ بمكرٍ من الشيطانِ عظيم… فالشيطانُ يعلمُ أنّ أكثرَ المسلمينَ لو قال لهم اتركوا الصلاةَ فلن يطيعوه، لذا أغواهم بأداءِ الصّلاةِ من غيرِ طمأنينةٍ، حيثُ يسوّلُ للمصلّينَ التّعجّلَ في صلواتِهم للالتفاتِ لحاجاتٍ دنيويّةِ هي من أتفهِ الأمورِ حينَ تُقارنُ بالصّلاةِ التي هي عمود الدين.

فترى الواحدَ يصلّي وما يدركُ من صلاتِهِ شيئا، فيقرأ الفاتحةَ بسرعةٍ ليدخلَ بعضَها ببعضٍ ويبتلعَ بعضَ حروفِها، وكذاك يفعلُ بما يقرؤه بعدَها، ويركعُ قبل أن يستكملَ القراءةَ، ثمّ يرفعُ ظهرَه قبل أن يستتمَّ راكعا، ويهوي إلى السّجودِ قبل أن يستتمّ واقفا، ويرفعُ من السّجودِ قبل أن يطمئنّ ساجدا، وبهذا يصلّي صلاةً بلا روحٍ وكأنّه قَطُّ ما صلّى… فلا ينتقع من صلاته سكينةً ولا راحة نفسٍ ولا هدوء بال، فضلا عن تفويت ثوابه في الآخرة..

ولعلّ أمّ المصائب حين يفعلُ هذا من يصلّي بالنّاسِ إماما، ولقد رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلم رجلاً يصلي بلا طمأنينةٍ فأمره بإعادة الصلاةٍ مراراً وفي كلّ مرّةٍ يقول له: “ارجعْ فصلِّ فإنّكَ لم تصلِّ”.

طريقة مقترحة للتطبيق:

أخي الغالي أختي الغالية: إنّه لم يبقَ لنا من صالح العملِ من نرجو نفعه إلّا هذه الصلاةُ التي هي أوّلُ ما نحاسبُ عليه. وإذا نحن لم نحسِنها فلا فائدةَ من إحسانِ غيرها، وأيُّ عملٍ يا تُرى هو أهمّ من الصّلاةِ حتّى نقصّرَ فيها لنتفرّغَ له، إن صلاتَنا كلّها لا تأخذ منّا لو أحسنّاها ساعة -بل أقل- في اليوم والليلة، ونحن نحصي ساعاتٍ طوالاً تمضي بلا جدوى كل يومٍ، فهلّا تنبّهنا لهذا، نسأل الله أن لا يوقِفَنا الساعات بغير بابه الكريم.