بعد اثنتين وثلاثين سنة من الحرب التي فرضها حافظ الأسد على منظمة التحرير الفلسطينية وعمودها الأساس ” حركة فتح “، وعمادها الأول الزعيم الشهيد ياسر عرفات ؛ تقرر اللجنة المركزية لحركة فتح إعادة علاقتها مع نظام الجريمة والقتل ..
بعد اثنتين وثلاثين عاما بدأت بالقصف والقتل في مخيمات ( تل الزعتر ) و( الكرنتينا ) ، والتجريد من السلاح ، والتهجير والمطاردة والإبعاد حتى وصلت قيادة المنظمة إلى تونس تمسكا بحرية قرارها ، وتمثيلها الصادق لقضية الشعب التي انتدبت نفسها لتمثيله ، يكشف من لا تزال تحوم حولهم شبهات اغتيال عرفات ، والتفريط بأبي جهاد ، عن بعض المستور من أوراقهم ..
بعد كل هذه العقود تفضح الثورة الفاضحة ، تفضح الثورة السورية بكل ألقها وجمالها حقيقة العلاقة المريبة بين ” مطارد ” ياسر عرفات ومخرجه من لبنان ، وبين الصهيوني ” متخذ ” قرار قتل الزعيم ياسر عرفات صاحب نداء ( شهيدا ..شهيدا .. شهيدا ..) ، وبين الأدوات القذرة ” منفذة ” القرار الصهيوني بقتل الزعيم الشهيد ثم ” المتسترة “وما تزال على الجريمة النكر ..
في قراءة الموقف المشين الذي أعلن عنه منذ أيام ( عباس زكي ) عضو اللجنة المركزية عن قرار هذه اللجنة ( إعادة علاقتها ببشار الأسد ونظامه المهترئ المتداعي ..) يتذكر الشعب السوري البطل ، الشهداء الأبطال من ضباطه ومجنديه الذين قضوا لأنهم رفضوا وبإصرار أن ينفذوا أوامر القتل بتوجيه قذائف مدفعيتهم إلى المخيمات الحبيبة حيث يأوي لحمهم الحي ؛ حيث يأوي أهلهم ، أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم وآباؤهم وإخوانهم وأبناؤهم من أبناء فلسطين ، يرفضون ويعلمون أنهم برفضهم هذا سيقتلون ، ويقتلون على يد حليف الصهاينة المبرقعين ..
وبعد اثنتين وثلاثين سنة من المطاردة والتشريد ، والتقاذف بالاتهامات الظاهرة استكمالا لحلقات اللعبة ، وفي لحظة حصحص الحق ، وأدرك الصهيوني المسيطر على رقاب عملائه على كل المحاور ، أن عميله الأول في دمشق بدأ يترنح ، وأنه أصبح بحاجة إلى الدعم ولو بحصاة ؛ تأتي الأوامر واضحة فاضحة مكشوفة ويستجيب أعضاء اللجنة المركزية ، وينطق عباس زكي دون أن يندى له جبين ، هذا إن كان للمخلوقات الشائهة جبين …
تتوجه أوامر نتنياهو مرة أخرى إلى المتواطئين على قتل الزعيم الشهيد ياسر عرفات ، ليبادروا إلى عملية إسعاف موهوم يلتم فيها الخونة والعملاء على بعضهم ؛ فيخرج علينا عباس زكي ليعلن ( إن حركة فتح تصطف إلى جانب النظام السوري وأن ما يدور في سورية هو قتال النظام لتنظيمات متشددة وإرهابية ، وأن الحديث في سورية يدور عن تعرض سورية لهجمة شرسة تشنها مجموعات إرهابية مسلحة تتلقى تعليماتها من إسرائيل والغرب ..)…
الثورة السورية الجميلة تفزع الصهاينة فتكشف أوراقهم الصفراء الجافة فيتداعون ورقة بعد ورقة ..
وسوف يعلم الخونة والعملاء والمارقون أي منقلب ينقلبون ..