فلنحدث أولادنا عن الحج
✍️ بقلم خالد حمدي
حدثوا أولادكم عن الحج وقصص الحج ومعاني الحج…
حدثوهم عن الكعبة وكيف رفع بنيانها أب صالح وابن بار.
حدثوهم عن زمزم التي تفجرت تحت أقدام وليد استودعه أبوه عند ربه فعاد فوجد الوديعة شَبعانة ريّانة وعند قدميها ماء يَسقي الخلق إلى يومنا هذا.
حدثوهم عن قصة الجمرات وكيف رجم الوالد الشيطان لأنه أراد أن يعيقه عن تنفيذ أمر الرحمن، فصار مكان رجمِه نُسكا ومُستجابا للدعوات.
حدثوهم عن الفداء الذي كافأ الله به إبراهيم لاتباعه أمر الله، وإسماعيل الذي بَر أمه وأباه.
حدثوهم عن عرفة وكيف التقى عليه آدم زوجه حواء وعرفها فيه بعد نزولهما الأرض، أو كيف عرَّف جبريل إبراهيم المناسك من فوقه وهو يقول: عَرفتُ عَرفت.
حدثوهم عن نداء إبراهيم وكيف أسمعه الله للناس وهم ما زالوا في أصلاب آبائهم.
حدثوهم عن البيت المسلم الذي أصلح ما بينه وبين ربه، فجعل الله مسعى الزوجة نسكا، وفداء الولد هديا، وبناء الأب مطافا، ومقامه مكانا يتعبد فيه.
حدثوهم وحدثوهم ولا تتركوهم….فما ضيع الأجيال اللاحقة إلا انفصالهم عن معالم دينهم السابقة.
شوقوهم للحج وهم صغار…حتى يُعظِّموا النٌسُك والمشاعر وهم كبار.
والحج ليس فقط للحجيج…إنما هو معان تعاش في كل نَفْس وبيت.
نريد إسماعيل جديدا…يبر أمه وأماه، ويحفظ الدين ويرعاه، ويكون بركة على من جاوروه وعايشوه كما حدث مع قبيلة جُرْهُم التي جاءته من أجل الماء فاهتدوا بهداه.
كم للمشاعر من معان…لو أحسن الأبوان إيصالها؟!!
وأولادنا والله أحوج ما يكونون إليها.