1- إيران هي التي تفاوض وفدَ أحرار الشام. النظام يقوم بدور الوصيف والتابع الذي يقتصر دورُه على تنفيذ الأوامر والتعليمات.
2- حركة أحرار الشام لا تفاوض الإيرانيين باسمها، بل بتفويض من ثوار الزبداني وتفويض من ثوار إدلب، وهي تتشاور مع كل الأطراف على مدار الساعة ولا تستقلّ بالقرار.
3- ما الذي تريده إيران؟ الجواب: شبّيحة الفوعة وكفَرْيا. إيران والنظام وحالش يريدون إخراج ثمانية وعشرين ألفاً يحاصرهم الثوار في البلدتين مقابل خروج آمن لثوار الزبداني.
4- إيران تسعى بشكل حثيث لتفريغ المنطقة من سكانها وتغيير ديمُغرافيتها، وقد تقوم بإحلال شبيحة الفوعة وكفريا وشبيحة حالش في المنطقة المحتلة (الزبداني – مضايا – سرغايا).
5- الزبداني هي نقطة الانطلاق لتنفيذ عملية “استرجاع الريف الدمشقي” بأكمله، وسوف تتبعه بقية السلسلة خلال أشهر معدودة: وادي بردى والجنوب الدمشقي والغوطتان الغربية والشرقية.
6- وادي بردى مهدد بالسقوط السريع. الهامة وقدسيّا تعانيان من حصار قاس منذ أربعة أسابيع وتعيشان بلا خبز منذ ثلاثة أسابيع، وفيهما أكثر من ثلث مليون من النازحين بالإضافة إلى سكان المنطقة الأصليين.
7- مدينة التل ليست أحسن حالاً، فقد بدأ حصارها مع حصار الهامة وقدسيا، ولن تستطيع الصمود طويلاً بعدما صارت مستودعاً عملاقاً للنازحين، يتكدس فيها مئات الآلاف من سكان الغوطة وحمص والقلمون.
8- تريد إيران (التي تقود معركة دمشق) المضيّ في خطة إعادة السيطرة على الريف الدمشقي وإنهاء “حالة التمرد” بلا ضغوط ومعوّقات، لذلك فإنها مهتمة بإخراج الرهائن المحاصرين في الفوعة وكفريا من المعادلة بأسرع وقت ممكن.
9- عرضت إيران في المراحل الأولى من التفاوض مقايضةَ المحاصَرين في الفوعة وكفريا بإخراج ثوار الزبداني وإطلاق أربعين ألف معتقل من سجون النظام. ربما كان الثوار مستعدين لمناقشة هذا الاقتراح من منطلق إنساني لو شملت الصفقةُ إطلاقَ جميع النساء والأطفال بلا استثناء، إلا أن إيران تراجعت عن هذا العرض سريعاً (بحجة رفض النظام) وخفضت الرقم إلى 300 معتقل فقط.
10- العرض الإيراني قوبل بالرفض. ثوارنا ليسوا مغفلين ويعلمون قيمة الورقة التي يملكونها، لذلك فإنهم ما يزالون مصرّين على عدم التفريط فيها. والتفريطُ فيها يكون بأحد أمرين: اقتحام البلدتين والسيطرة عليهما، أو ضمان خروج آمن لمن فيهما من المحاصَرين.
11- إيران تزداد توتراً مع استمرار الثوار بالإصرار على عدم التفريط بورقة الضغط التي يملكونها في كفريا والفوعة، وهي تهدد بالضغط على الثوار بورقة مقابلة: المدنيين الذين يعيشون في المناطق المحاصرة والمحررة.
12- قد يتحقق الضغط المطلوب بالقصف العشوائي في جميع المناطق المحررة، أو باستهداف المدنيين المحاصرين في الزبداني ومضايا حصراً. مع العلم بأن النظام يقوم منذ أيام بتجميع أهالي الزبداني وبلودان وبقّين في مضايا، حتى تحولت هذه البلدة الصغيرة إلى سجن كبير يضم ثلاثين ألف رهينة.
النتيجة المهمة لكل ما سبق: ستبقى مناطق الثوار في جميع أنحاء سوريا، المحررة والمحاصَرة على السواء، ستبقى تحت الخطر الشديد حتى الانتهاء من هذا الملف، وهو أمر لا يُنتظَر أن يتم في وقت قريب. لذلك أقترح وأتمنى أن تلتزم تلك المناطق كلها بأنظمة الطوارئ، وأهمّها تخفيف التجول في الطرق والامتناع الكلي عن التجمعات الكبيرة التي يتسبب قصفُها في كوارث إنسانية هائلة، كما حصل في دوما الجريحة قبل يومين.
اللهم احفظ أهل الشام من الغدر والمكر والإجرام. اللهمّ احرسهم بعينك التي لا تنام، واكنُفْهم بركنك الذي لا يُرام، واحفظهم بعزك الذي لا يُضام، واكلأهم بالليل والنهار، لا يهلكون وأنت الرجاء يا قوي يا جبّار يا رب العالمين.