إذا المصائب حاصرتك جيوشها
وإذا المصائب حاصرتك جيوشها *** ورمت فؤادك ثم لم تتوقف
واستحكمت كرب الزمان وأظلمت *** فأنر طريقك من حروف المصحف
وارفع يديك إلى العزيز مناديا *** يا ناصر المظلوم والمستضعف
– – – – – – –
الزلزال وذنوبنا ووعظ الجاهلين!!
كلما ابتُلي بلد أو قُطر من أقطار المسلمين إلا وخرج الوعاظ الجهلة، ليتألّوا على الله، ويزعمون أن ذلك الابتلاء ما وقع إلا بسبب الذنوب!
ألا لَعن الله الجهل!
فهؤلاء هم الكاذبون على الله، الصادون عن وجهه عز وجل!
فبدلا من رحمة المنكوبين، يجعلون ابتلاءهم عقوبة منصفة لهم بسبب ذنوبهم!
ألا يعلمون أن لله تعالى حكما لا تُحصى من الابتلاءات، فكيف ضيقوها وجعلوها حكمة واحدة!
ولن يعجزوا من أن يحتجوا بنصوصٍ بلا فقه، وبروايات مكذوبة! فهم معدن الجهل وأصل البلاء، وسبب البعد عن الدين، باسم الدين والوعظ!!
✍🏻الشريف حاتم بن عارف العوني
– – – – – – – –
الزلزال والمواعظ الباردة!
على فكرة:
هذا وقتُ المسح على رؤوس المصابين،
وليس وقت المواعظ الباردة.
هذا وقتُ إيواء المشرَّدين،
وليس وقت سَوق آياتِ العذاب.
هذا وقت أن تسأل: هل أنتم آمنون؟
وليس وقت سؤالك الفَجّ: هل اتّعظتم؟
هذا وقت أن تعود ببيتك على من لا بيتَ عنده
وبغطائك على من لا غطاء يقيه البردَ والتشرّد
وليس وقت الوقوف على أسباب الزلزال من نقص الإيمان وما شابهه من الكلام الفارغ.
لكلِّ مقامٍ مقال، ولكلّ مقالٍ مقام
فلا تكسروا قلوبَ المنكوبين أكثر ممّا هي منكسرة.
كُن رجُلاً وقمْ بأقلّ الواجب من المساعدة ما أمكن
وخبِّئ مواعظَك التي لا تُجدي.
فليس من الحكمةِ أن تخاطبَ الذين هم تحت الأنقاض: هل اعتبرتم؟
وليس من الذَّوق أن تسأل الذين لا يعرفون عن أهلهم وإخوانهم شيئاً بعد: هل تُبتم؟
كلُّ الذين أصيبوا يعرفون أنّه من الله
وكلمة “الحمد لله” لا تفارقُ ألسنتَهم.
فلا تزدْ عليهم الهمّ بورعِك البارد وإيمانيّاتك الفجّة.
اللهمّ ارحم من قضى في هذا الزلزال، واشفِ من أُصيب وآوِ كلِّ مشرَّدٍ وأمِّنْ كلَّ خائف.
✍️ الشاعر أنس الدغيم #زاد_الدعاة