قلوبكم وأعمالكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» رواه مسلم
– – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
قال رسول الله ﷺ: “إنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى صُوَرِكُم وأموالِكُم، ولكِن يَنظُرُ إلى قُلُوبِكم وأعمالِكم”. [رواه مسلم].
المعنى: شأنُ أغلبيّةِ البشرِ أنّهم يُفاضلون فيما بينهم بحسنِ المظهر وجمال الخِلقة ووفرة الأموالِ والممتلكات، فهم يتطلّعون دائما إلى من أوتي قوةً وعافيةً وجمالا ومالاً وإن كان فاجراً ظالما، فيُجلّونه ويكرّمونه ويُقدّمونه على من سواه وإن كان تقيّاً عادلاً.
فجاءَ هذا الحديثُ الشّريفُ لينسفَ هذا الميزانَ الأعوجَ الجائرَ، ويقيمَ مكانَه ميزانَ عدلٍ قويم، فأخبرنا رسول الله ﷺ أنّه لا اعتبارَ عند اللهِ لهذا الذي يَهتمُّ به النّاس من أمورٍ شكليّةٍ فانيةٍ لم تدُم يوماً لبشر وأكثرها أصلا ليس من صنع يده بل هو منحة من الله تعالى (كما في شكل الإنسان وصورته وقوته المعينة على العمل وذكائه…)، لذا كان المعوّلُ عليه عند اللهِ الأمورُ الجوهريّةُ التي قوامُها صلاحُ القلوب واستقامتُها، والتي تثمرُ صلاحَ الأعمالِ واستقامَتَها.
وقد قرنَ رسول الله ﷺ بينَ القلوبِ والأعمالِ كي لا يتوهّمَ جاهلٌ أنّ صلاحَ القلبِ يُعفي من العمل الصالحِ، بل ليؤكّد أنّ علامةَ صلاحِ القلبِ هيَ صلاحُ الأعمال.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي كم ضيّعنا من أعمارنا ونحنُ نسعى لإصلاح شكلِنا وأموالِنا، وكم استنزفَ ذلكَ الأمرُ التّافهُ من جهودِنا وطاقاتِنا، ونحنُ نعلم في قرارةِ نفوسنا أن أجسادنا ستبلى، وأنّ أموالنا ستفنى، وأنّ ما أهملناه من إصلاحِ قلوبنا وأعمالنا هو ما سنلقى الله به؟
فلنلتفت إلى ما يُصلِحُ قلوبنا من تعبيدِها لله، وتعليقِها به، وجعلِها ترجو ما لديه وتُسابِقُ إليه، فإنّها متى صلُحَت واستقامَت صلُحَ سائرُ أمرنا واستقام.