من هم بحسنة فلم يعملها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة» متفق عليه
– – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِيما يَروي عَن رَبّهِ عَزَّ وجَلَّ قال: “إنَّ الله كَتَبَ الحسناتِ والسَّيئاتِ ثُمّ بيَّن ذلك: فمن هَمَّ بِحسَنَةٍ فلم يَعمَلها كَتَبها اللهُ تباركَ وتعالى عِندهُ حَسَنَةً كامِلة، وإن هَمَّ بها فعَمِلَها كَتبها اللهُ عشرَ حسناتٍ إلى سبعمائةِ ضِعف إلى أضعافٍ كثيرة، وإن هَمَّ بسَيئة فلم يَعمَلها كتبها اللهُ عنده حَسَنةً كاملة، وإن همَّ بها فعمِلها كتبها اللهُ سيِّئةً واحدةً”. [مُتَّفَقٌ عَليه].
المعنى:
هذا الحديثُ لبيانِ عَظِيمِ فضلِ اللهِ علينا، فهو سبحانه أكرمُ الأكرمينَ، إذ بمجرّدِ أن يَهِمَّ أحدُنا بفعلِ طاعةٍ، تُكتبُ له عِندَ اللهِ حسنةٌ كاملةٌ، حتّى ولو لم يعملْ تلكَ الطّاعةَ تكاسلًا، أو حالَ بينَهُ وبينَ عملِها حائلٌ كمرضٍ أو سفرٍ أو انشغالٍ…
وإن نحنُ عمِلنا تِلكَ الطّاعةَ كانَ الجزاءُ عليها مضاعفاً أضعافاً كثيرةً، أقلُّها عشرُ أضعافٍ إلى سبعمئةِ ضعفٍ، وتزيدُ المضاعفةُ بحسب إخلاصِنا فيها، ومتابعتِنا فيها للهدي النبويّ الصّحيحِ، وبحسب ما يعمُّ النّفعُ من هذه الطاعةِ، فكلُّ هذا يؤثّرُ في مضاعفةِ الأجرِ..
وإن همَّ أحدُنا بمعصِيةٍ لم يكتبِ اللهُ عليهِ شيئاً البتّةَ حتّى يعملَها، فإن عمِلَها كتبَها الله على فاعلِها سيّئةً واحدةً لا تُضاعفُ، وإن تراجعَ عن فعلِها خوفاً وحياءً من اللهِ كتبَ اللهُ له بذلكَ حسنةً كاملةً.
طريقة مقترحة للتّطبيق:
بحساب بسيطٍ أيّها الإخوةُ يظهرُ لنا أنّ بمقدورِنا أن نَجنيَ آلافَ الحسناتِ في اليومِ الواحد، وذلك عندما نجعلُ قصدَنا فعلَ الطّاعاتِ واجتنابَ ما يُغرينا به شيطانُنا وهوانا من المعاصي.
فلنُعوّدْ أنفسَنا أَن نتحوّلَ بما نَهِمُّ به من طاعاتٍ إلى مرحلةِ العزمِ والتّنفيذِ مع الإخلاصِ والمتابعة.
ولنعوّدها أن نتحوّل بما نَهمُّ به من عصيانِ إلى مرحلةِ الوَجَلِ والتّركِ خوفاً من الله.
ملاحظة: الهمُّ هي النيّةُ التي تسبقُ مرحلة العزمِ والمباشرة بالتنفيذ، وليست مجرّد الخواطر والتّخيّلات، فهذه لا يُكتبُ لنا فيها شيءٌ وعلينا والحمد لله رب العالمين.