لزوم الجماعة وذم الخلاف المهلك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سألت ربي ثلاثا ، فأعطاني اثنتين ، ومنعني واحدة؛ سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق، فأعطانيها ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها» رواه مسلم
– – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
قال رسول الله ﷺ: “سألتُ ربّي ثلاثًا، فأعطاني اثنتينِ، ومنعني واحدةً؛ سألتُ ربّي أنْ لا يُهْلِكَ أمّتي بالسَّنَةِ، فأعطانيها، وسألتُهُ أن لا يُهْلِكَ أمتي بالغرَقِ، فأعطانِيها، وسألْتُهُ أن لَّا يَجعَلَ بأسَهم بينَهم، فمنَعَنِيها”. [رواه مسلم]
المعنى: كانَ النّبيُّ ﷺ حريصًا علينا أشدَّ من حِرصِنا على أنفسنا، وكان رؤوفًا رحيمًا يخشى على أُمّتِهِ أن تهلِكَ كما هلَكَتْ الأُممُ من قبل، فلهذا كانَ كثيراً ما يسألُ الله تعالى حِفظَ هذهِ الأمّةِ من أسبابِ الهلاك.
وفي هذا الحديثِ سألَ اللهَ تعالى ألا تَهلكَ أمّةُ المسلمينَ بالقحطِ وَالجَدبِ والجوعِ، فأجابَهُ الله تعالى لذلك، فالأمّةُ معصومةً من أن تَفنى عن بَكرتِها (أي بكاملها) بذلك، مهما وَقَعَ هذا وتكرّر في أَجزاءٍ من الأمّة.
ثمّ سأله صلّى الله عليه وسلّم أَلّا تَفنى هذه الأمّةُ بالغرقِ بطوفان مِن سيلٍ أو غلَبة بحرٍ يبتلِعُها، فأجابَهُ سبحانه لذلكَ، فالغرقُ قد يَقع على أفرادٍ أو جماعاتٍ من المسلمين، لكن لا خشيةَ على مجموعِ الأمّةِ منه.
ثم سألَ ﷺ ربَّهُ ألا يكونَ بأسُ المسلمينَ بينَهم حتّى لا يُفنيَ بعضُهم بعضًا، فلَم يُجبهُ إلى ذلك، وكأنَّه ﷺ يعلِمُنا أنَّ هذا من القضاءِ المبرَمِ الّذي لا يُبدّل.
وَهذا الحديثُ قَرعٌ لِناقوسِ الخَطرِ، وتحذيرٌ شديدٌ للمسلمينَ ممّا قد ينشُبُ بينهم من خلافاتٍ واقتتالات، فإنَّ فناءَهم وهلاكَهم عن بكرةِ أبيهِم لا يأتي إلّا من هذا القَبيل.
ولهذا كَثُر تحذيرُهم في القرآنِ وَالسُّنّة من الخَلافِ وَالتّفرُّق، كي لا يُلبسَهم اللهُ شِيَعًا وَيُذيقَ بَعضَهم بأسَ بعضٍ.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
إيّاكَ أيُّها المسلمُ أن تصيرَ يومًا مفتاحاً لخلافٍ أو اقتتالٍ يدورُ بينَ المؤمنين، واحذَر أن تكون يومًا جنديًّا يُقاتِلُ في سَبيلِ الشّيطان، وبادِر مسرعًا لإطفاءِ أيّ خلافٍ تَحضُرُهُ كما كانَ نبيُّكَ صلّى الله عليه وسلّم يَفعل.