التكنولوجيا والفكر
بعد لقائي مع الدكتور جميل أكبر والذي كان من أفكاره الرئيسية ضرورة تحرير الفرد من السلطات المركزية التي تقيد حركة الإنسان في المعرفة والعمل والإنجاز، كان هنالك لقاء آخر مع الأستاذ حيان السيد عن التعهيد الجماعي والتمويل الجماعي.
بعد أن أنهينا التصوير قلت له:
“إن بعض الأفكار التي كان ينادي بضرورتها الدكتور جميل قمت أنت اليوم بعرض التطبيق العملي لها، ولطالما سرّعت التقنية في التحولات الفكرية بسرعة أكبر بكثير مما كان يعتقده المفكرون.
فمنصات التعهيد والتمويل الجماعي تحرر الفرد اليوم من قيود كثيرة مفروضة على من لا يستفيد منها”.
تذكرت هنا مثالاً سمعته من الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله عن الفكرة ذاتها حيث قال: “إن بعض الاختراعات قامت بتحرير المرأة وإطلاقها في المجتمع (من المنظور الغربي) أكثر بكثير مما ساهمت به تنظيرات المفكرين والمنظرين النسويين، من أهمها ظهور وانتشار الفوط الصحية، وحبوب منع الحمل”!
اليوم تكسرت قيود الجغرافية وقوانين الدول بعدة أشكال:
– كسرها الإنترنت على صعيد المعرفة،
– وكسرتها مواقع التواصل الاجتماعي على صعيد التواصل الإنساني،
– وكسرتها المنصات التعليمية على صعيد التطوير الشخصي،
– وكسرتها منصات التعهيد الجماعي على صعيد الأعمال،
– وكسرتها منصات التمويل الجماعي على صعيد الحلول المالية للمشاريع…
والبعض مع الأسف لم يستفد من كل هذا إلا في نشر التفاهة واستقبالها!!