بقلم: د. جبر الهلول
من مشكلاتنا الحضارية “ثقافة الصمت”!!
“الصمت ثقافة” كمصطلح يختلف عن “ثقافة الصمت” فالأول يهدم الطغاة والثاني يصنعهم.
“فالصمت ثقافة” فضيلة وقيمة أخلاقية لا يتقنها إلا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر “فليقل خيرًا أو ليصمت”.
أما “ثقافة الصمت” تعني عدم مجابهة الظلم وقول الحق “أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”، فثقافة الصمت رذيلة أخلاقية وهي مرتكز مفهوم “التخلف ثقافة” لأنها تكرس الاستبداد بكل أنواعه وصنوفه.
والسؤال هل المنظومة المشيخية في عصرنا الحاضر عملت على غرس “الصمت ثقافة” أم تكريس “ثقافة الصمت”؟
ولو تتبعنا مفردات خطابها لوجدنا فيها التبجيل والتفخيم “سيدنا” و”شيخنا” و”مولانا”…. هذا عدا “السلوك الطقسي” من مشرب ومأكل ولباس كلها كانت تكرس ثقافة الصمت للطغاة.
ولو رجعنا إلى الثورة الشامية وتتبعنا موقف المنظومة المشيخية كيف كانت مع النظام وكيف هي بعدما أُخرجت عن النظام مكرهة أو تبعا لمصالحها أو الدور المرسوم لها لما وجدنا اختلافا كبيرًا في اجتهادها وفقهها في “ثقافة الصمت”.
إنها منظومة متكاملة لا يشذ عنها إلا من رحمه الله وانتقل من “ثقافة الصمت” إلى “الصمت ثقافة”.
وهذا يفسر لنا لماذا تلك المنظومة المشيخية التي هي جزء بنوي لتكريس “التخلف ثقافة” في مجتمعاتنا المسلمة لم تقد ولم تدفع الثورة إلى الأمام وإنما الثورة هي التي أجبرتهم على تحريك مواقعهم وهم يحاولون جهدهم أن يكونوا في الأمام ولكن ليس على الجبهات ولكن بمفهوم (الإدارات الأبوية الحانية)!!.