فائدة في وصف العلماء والتلقي المباشر
✍️ د. عبد الجواد حمام
مصطلح (شيخنا-شيخي) بضمير المضاف إلى المتكلم هكذا… دلالته عند العلماء: التلقي المباشر من هذا العالم وحصول اللقاء والتواصل معه (التحمل عنه بمصطلح المحدثين) مباشرة…
فلا يصفون بهذا اللفظ إلا شيوخهم المباشرين الذين أخذوا عنهم مباشرة وتلقوا منهم شفاهاً.. وغالباً ما يراد به أيضا الملازمة العُرفية ولو مُدة يسيرة.
أما إطلاق كلمة (شيخنا) على أي عالم لمجرد الاستفادة من كتبه فهذا غير دقيق، وربما يوهم ويوقع في تدليس، وكان أكثر من يستعمل ذلك ربما لا يقصده ولا يتنبه إليه…
لكن تحري الدقة في ألفاظ طلبة العلم والباحثين ضروري… ولو قلَّبْنا كتبَ تراجم العلماء والمؤلفات في طبقاتهم لكبار المؤلفين (من أمثال المِزي، والذهبي، وابن خِلِّكان، وابن كثير، وابن حَجَر…) لا نجدهم يستعملون ضمير الإضافة إلا لمن تلقوا عنه مباشرة.
فمن لم يكن بينك وبينه لقاء بأن استفدت من كتبه أو تسجيلاته ولم تتواصل معه مباشرة… فلك أن تصفه بالعالم والشيخ والمفيد… من دون إضافته إليك بلفظ (شيخنا).
ويقع كثيرا على صفحات التواصل اليوم وصف الراحلين من العلماء والأحياء منهم أيضاً بوصف (شيخنا) مما يجعل القارئ يتوهم أن كاتب هذا من تلاميذ ذاك العالم وممن صحبوه.. مع أنه لم يلتق به في حياته ولا تواصل معه مرة واحدة!
بل قرأت من مدة قريبة مقدمة لأخ محقق فاضل يحقق كتابا لعالم من علماء القرن السادس الهجري ويصفه بوصف (شيخنا) مرات عدة في مقدمة تحقيقه!!! وهذا ليس بصواب… والله تعالى أعلم.