على إثر خسارة داعش لعدد من قرى وبلدات الريف الشمالي، انفتحت قريحة عدد من المتدعشنين فكريآ وعاطفيآ، لتهاجم الثوار وتتهمهم بالعمالة وتصفهم بالمرتزقة.
واتسمت كتاباتهم بالحزن تارة وبالغضب تارة أخرى، وتجاوزتها إلى السب والشتم والقدح والذم، والتخوين والتكفير.
ليس هذا بغريب عن الدواعش، فالصدمة كبيرة عليهم، ولا ينتظر منهم أن يرحبوا بهذا التحرير، سواء تم بتحالف أو بدون تحالف.
لكن الغريب أن كثيرآ من هؤلاء يعيشون بيننا نحن الصحوات والمرتدين بنظر داعش، أو يتنعمون بالعمل والراتب في تركيا بلاد الكفر بنظرهم.
حجتهم على الثوار الآن أنهم يقاتلون تحت راية التحالف الصليبي، وأن التحالف قد أمن لهم الغطاء الجوي الذي مكنهم من التقدم على داعش.
لسنا في مورد الرد على متدعشني الفكر الذين يحتاج إقناعهم إلى جدال ونقاش مستفيض يشغل الإنسان عن كل عمل مفيد دون جدوى في إقناعهم.
لكن هذا لا يعني أن لا نذكرهم سريعآ بأمور عدة من أهمها: أن الثوار قاتلوا الدواعش قبل أي تحالف وهم من قدم الشهداء في قتالهم وهم من تضرر منهم فنالهم التهجير والقتل والتعذيب.
لم يثبت للآن أن التحالف ينسق ويدعم إلا المليشيات الانفصالية وهو يصرح بذلك، وأما ضرباته الأخرى فتتم بمعزل عن التنسيق مع الثوار فلا يتحمل الثوار وزرها.
الثوار لا يقاتلون تحت راية التحالف، ولا يرفعون رايته ولا يهتفون باسمه، واتهامهم بذلك هو لمزيد من تكفيرهم واستباحة دمهم، وتوجيه صغار العقول لقتالهم.
أما تركيا فدولة جيشها وشعبها مسلم بغالبيته وحكومتها كذلك، ولها الحق في الدفاع عن أرضها وإبعاد خطر داعش عنها، وحماية بلادها من مفخخاتهم وعدوانهم.
إذا ترافق التمهيد التركي مع هجوم الفصائل فأين الحرج في ذلك؟ لقد ترافق هجوم داعش على الثوار دائمآ بقصف للنظام وروسيا ولم يمنعها ذلك من متابعة الهجوم.
إذا كان قصف التحالف لداعش يوجب توقف الثوار عن قتالهم، فلماذا لم تتوقف داعش عن قتال الثوار حيث النظام وروسيا يقصفونهم ليل نهار؟
لم يتوقف قصف النظام وروسيا يومآ عن بلدات الريف الشمالي المواجهة لداعش والتي تحفل بالثوار فلماذا لم يعتبر هؤلاء أن داعش تقاتل تحت راية روسيا؟
حجة أخرى يروجها المتدعشنون فكريآ لماذا لا يقدم الثوار جبهة تل رفعت وال pyd والساحل وغيرها على جبهة داعش؟ وكأنهم لم يروا معارك الساحل وحلب.
نسي هؤلاء أن داعش من يوم قتالها للآن لم تفتح على النظام إلا جبهات قليلة نادرة وكان همها قتال الفصائل الذي ترى فيه أولوية فأين كانت أصوات هؤلاء؟
يعيبون على الثوار مصادرة قرارهم المستقل، مع أن امتلاكهم لمنابع النفط هو أول خطوة على طريق التمويل الذاتي الذي يساعد على استقلال القرار.
لن أطيل النقاش لأنني أعلم أن الحر تكفيه الإشارة، غير أني أنبه هؤلاء أن زمرة دمنا عند الله محرمة وأن مساعدة داعش وتأييدها على الولوغ بدمنا شراكة في الإثم.
ومع ذلك فأنا مع إشعال الجبهات مع النظام وpyd وداعش حسب التقدير والاستطاعة دون أن ننسى أن النظام هو رأس الإرهاب ومنبعه.
وهذا بالفعل ما يفعله الثوار، فمنذ أيام كانت معركتهم مع الpyd في الشيخ مقصود، وقبلها في جبل الأكراد مع النظام، وريف حلب الجنوبي الذي شاركت فيه فصائل عدة.