الرجال أولا أم المال
باختصار… “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود” هذه قاعدة لجدتي في إدارة المنزل يا حبّاب… أما في عالم الجماعات والجهاد فتصبح “اصنع رجالك الأشداء لأيامك السوداء وأنفق عليهم ولا تبخل”
#الرجال_أهم_من_المال
الرجال تأتيك بالمال إذا عزّ، ولكن ساعة الشِّدة لن يصنع لك المال رجالًا، ففرق كبير بين قتال المرتزقة وقتال أصحاب المشروع، ومن خَبِر المعارك يَعلم، ومن راقب تقلبات الساحة السورية يعرف ذلك تماما…
لذلك دائما ما كنت أقول: “لن تنتهي ثورتنا بنقص العتاد وقطع المدد إذا كان الرجال الأشاوسُ موجودين، فأولئك بالتفافهم حول قيادٍة قوية يعرفون كيف يأتون بالمال والعتاد بل كيف يُحرِجون الدول لكي تدعمهم مُضطرة”.
#أهمية_المال
وبالتأكيد لسنا هنا في معرض التقليل من شأن المال وأهمية الحكمة في إدارته في منظومة الجهاد، فالتقليل من شأنه لايقول به عاقل، ولكنّ موضع حديثنا اليوم هو ما نراه من بعض قادة الفصائل الذين يكنزون مال الفصيل بحجة أنهم يدخرونه ليكون لهم عونا على الأيام السوداء القادمة، ولكن على حساب الشباب المجاهدين الذين لايجدون ما ينفقون على بيوتهم ولو بالحد الأدنى، يكون التقتير على حسابهم وفي المقابل لا يُخفف قادة الصُدفة شيئا من رفاهيتهم ورفاهية مقربيهم، في حالةٍ من الظُلم الفج الواضح المنفِّر عن التضحية والجهاد في سبيلِ المشروع والجماعة… والمنذِرِ بالشؤم والخراب، إذ لم يكن الفقرُ يومًا سببًا في انهيار جماعةِ المسلمين وانفراطِ عِقدهم طالما أن القيادة تربط حجَرًا كما يربط الجنود الحَجر على بطونهم…
وفي هذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “والله ما الفَقرَ أخْشى عَلَيكُم، ولَكِنِّي أخشى أن تُبسَطَ عَلَيكُمُ الدُّنيا كما بُسِطَت على مَن قَبلَكُم، فتنافسوها كما تنافَسوها، وتُهلِككُم كما أهلَكَتهُم”. [رواه البخاري ومسلم]
#التقتير_على_التدريب
نعم، كما يقتّرون على المرابط المسكين، يقترون على الاستثمار في التدريب الحقيقي، كَيف لا؟! ومعظم فصائل الشمال تقيم معسكرات يصح وصفها بأنها (مسخرة)… معسكرات عرض واستعراض ونظام منضم وتوزيع دروع… وفي الجانب العملي فينقضي المعسكر ولم يُطلِق المقاتل ١٠ طلقات روسي وكأنه في معسكر تدريب جامعي!!
#موارد_الثورة_لا_مال_أبيكم
كل هذا وهم يستأثرون بمال الثورة ومواردها الناتجة عن ظروفها، والتي يجب أن تصب في مصلحة الثورة والسوريين الذين ضحوا من أجلها.
اليوم قرارنا السياسي والإداري والعسكري مسلوب لأن الساسة الذين يمثلوننا موظفون يتقاضون رواتب من تمويل الدول!!
حملات حشد ومناصرة قوية احترافية عالمية للثورة السورية لا يمكن القيام بها لضعف التمويل… السياسيون الشرفاء لا يستطيعون التحرك لضعف التمويل…
وذاك يدعي توفير المال للأيام السوداء ويفتح به المشاريع للمستقبل!!!… لو وضعت عائدات الموارد المرتبطة بالثورة في المشاريع الثورية، لقويت الثورة ولكبرت تلك الموارد معها، ولزادت ولم تنقص كما يتوهم أولئك المتنفذون.
#لو_كنت_الأمير (٤٤)
لكان المرابط الذي يحمي ظهورنا أولى أولوياتي ولحددت الحد الأدنى لراتبه بما يؤمّن له حياة كريمة ولسخّرت الموارد التي حولنا (والتي يعرفونها جيدا) لتكون الأولوية لاستفادة هؤلاء قبل كل الناس في كل ما يُقدَّم للمجتمع…
ولعملت على تشكيل نواة سياسية تحشد لمشروع الثورة، تمول بما يعينها على أن تتفرغ بشكل كامل وبدعم حر من أموال الثورة.
ولقلصت أعداد المنتسبين العسكريين منتقلًا مِن الكم إلى النوع لبناء قوة عسكرية محترفة ليست مدرَّبة فحسب بل تؤمن بمشروع قيادتها الواضح وبهذا تكون مستعدةً للتضحية من أجله…
#الإيمان_بالمشروع_أولا
فالإيمان بمشروع واضح المعالم أساسٌ قبل التدريب؛ وما نفْعُ التدريب لمن لا يؤمن بمشروع؟!!
وهنا نقول: إذا كانت القيادة لا تملك مشروعًا واضحًا أو لا تقدر على إقناع جنودها وحاضنتها بمشروعها… فتلك من المعيب أن تكون قيادة، ولا داعي لأن تتعب بكل ماذكرنا إذ انهيارها قادم عاجلًا أم آجلًا.
ولعل أكثر القادة المنتفعين يُدركون ذلك ولهذا يركزون جهودهم على كَنز ما يُمكنهم كنزه من أموال قبل الحلقة الأخيرة من مسلسل جماعتهم…
يكفي أن تعلم أن عشرة آلاف مرابط اذا أعطيت كلا منهم ١٠٠$ فأنت تحتاج مليون دولار شهريا… والكثير من الفصائل وارداتها الشهرية (معابر، تهريب، ترانزيت نفط، احتكار أهم التجارات بهامش ربح فلكي…) تفوق هذا الرقم بأضعاف وإذا اتجهت جنوبا فأنت تتحدث عن عشرات ملايين الدولارات من الواردات التي مصدرها مجتمع الثورة وظروف الحرب…
اللهم ما قضيت لنا من أمرٍ فاجعل عاقبته رشدًا.