مطابخ فخمة بلا طباخين!
حقيقة هذا التشبيه وجدته ينطبق على كثير من إخواننا الذين يريدون خيرًا ونُصحا وتطويرا في مجتمعنا، فيفتتحون مدارس أو مراكز تدريب لشرائح مختلفة من المجتمع، وتراهم لا يبخلون بالصرف على الديكور والحجر، فإذا جد الجد وحان وقت الانطلاق والعمل فإذا بهم يبخلون على البشر ولا يختارون النوع المناسب، يريدون الخبير المحترف بأجور الطالب المتدرب!!
لا يبخلون على الديكورات ولكنهم يبخلون باختيار المدربين والمعلمين المحترفين!!
نقول لهم: ثقوا بأن الديكورات لن تُخرج لكم نوعا جديدا من البشر، والسر في المدرب والمعلم أولا، وإلا لاكتفى الناس بقراءة الكتب وبتصفح مواقع الانترنت… وإن أردتم النجاح فلترصدوا الجزء الأهم من موازنتكم لاستقطاب الخبراء المحترفين واطلبوا منهم المشورة في التخطيط لما تريدون القيام به…
#المنظمات
ولعل هذه المشكلة نراها بشكل أكبر بكثير في عالم المنظمات حيث لا حسيب ولا رقيب على جودة ما يقدَّم، إذ لا تهمهم السمعة لكسب الزبائن فهم يقدمون تدريبات بالمجان، همهم ورقيات وصور خادعة ترفع للجهات الممولة ليستمر عملهم، وغالبا ما يتعاملون مع شرائح بسيطة ضعيفة لا تستطيع أن تقيِّم، وهؤلاء يرون كل ما يقدم لها جيدًا … والمنظمة بالمقابل تحقق وفرًا ماليا يصب في صندوقها باختيار مدربين تدفع لهم 10% من الرقم المخصص في المشروع كأجور تدريب… وقد حدثتكم مرة عن عامل مطعم طالب سنة أولى حضر لدي تدريبا واحدا قال لي: “هذا أول تدريب أحضره بحياتي ولكنه جعلني أعشق مهنة التدريب” … بعد شهرين طلبت احدى المنظمات المشهورة مدربين فإذا به يعمل معهم مدربا … ولكم أن تتخيلوا كيف تم اختياره… ببساطة قبل أن يدرب بأجر لا يتجاوز 5% مما يمكن أن يقبل به أي مدرب مختص خبير!!
#لو_كنت_الأمير (43)
لشكلت لجنة رقابية لمتابعة عمل المنظمات تدقق في نوعية المناهج والأشخاص الذين يقدمون هذه الخدمات للناس لأنها في الأصل ممولة من أموال دعم السوريين… أما المراكز الخاصة المأجورة فهي باب مفتوح للإبداع لا نقيده ولكن سيحكم عليه الزبائن، فمن كانت بضاعته كاسدة ينهار من تلقاء نفسه.
ولكي لا أكرر ما قلته سابقا أحيلكم على ما نشرته سابقا تحت عنوان “تدريب المدربين TOT”👇🏼👇🏼
#TOT #تدريب_المدربين
من الأمور التي غدت مثار السُّخرية مما انتشر مؤخرا في أوساط النشاط المدني الثوري (الذي يدار عن بُعد من خلال منظمات همها فقط انفاق الكتل المالية الموكلة بها ورفع ورقيات إنجاز والاستفادة من المصاريف التشغيلية…)
ما يسمى بدورة #TOT أي تدريبُ المدرِّبين، والتي غَدت موضة، يحضرها الكبير والصغير والجامعي وطالب الثانوي بشكل أفقد الدورة قيمتها ومعناها…
فغدت تُعطى بأيام قليلة وساعات قليلة؛ أحيانا لا يتجاوز مجموعها /١٥/ ساعة يقدّمُها أناس هم أحوج ما يكونون إليها…
والمشكلة ليست هنا فحسب، بل المشكلة الأكبر غدت عند شباب يتجاسرون على فن التدريب، من خلال علاقات مع مدراء المنظمات المموِّلة، يظن أحدهم بأنه إن حضر هذه الدورة TOT فقد غدا مُدرِّبا، بل ومدرِّبًا في غير فنّه أو اختصاصِه، ولربما حتى فيما لم يقرأ عنه قبل تحضير ما سيلقيه إلا بضعة صفحات!!!
أيها السادة: التدريب فنٌ وموهبة كالإنشاد والتمثيل وغيرها… يحتاج موهبة وفن ومهارات بالإضافة (لعلم واسع) فيما سيعطيه المدرِّب والأهم (خبرة عملية) في نفس المجال…
وشهادة TOT -هذا إن كانت من جهة ذات مصداقية- فهي فعليا تدل على أن من يحملها حضر دورة أخذ فيها مفاتيحًا تتعلق بكيفية خطاب المستمِعين، وتوجيهًا إلى أدوات وطرُق وكيفية تحضير الحقيبة التدريبية وما شابه ذلك…
ولكن ليس كل من تعلّم بُحورَ الشعرِ غدا شاعرًا، ولا كُل من حفِظ المقامات غدا مُنشِدًا… فالأمر يحتاج موهبة وممارسة كما يحتاج علمًا وخبرة… هذا إن كانت الدورة التي أخذها الشاب المتحمّس للشُّهرَة دورة فعلية من خبير، وهذا إن كان المدرب/المدربة المزعوم بعد ذلك سيتحدّث في فنّه الذي يُتقِنه (وهنا بيتُ القصيد)….
لكم أفرح بشباب مثقف يأخذ هذه الدورات ليغدو مدرِّبا فيما يتعلّق بفنّه واختصاصِه…
ولكني في مقابله أجد مَن يتحدّث بعيدًا عن فنّه… يغرِفُ بما لا يعرف؟!!… ومثلُ ذلك حريٌ بنا أن نقول له: قِف، ارفق بنفسِك لا تُهِنها…
وأقول لكم جميعًا ناصِحًا: اسألوا من سيقف أمامكم في أي #تدريب عن مؤهلاته وعلاقته بالمادة التي سيعطيها، ثم احكموا على أدائه… وإيّاكم أن تكونوا مطيةً للجهلة، ولمدراء المنظمات الفاسدين.
لابد من موقف حاسم من الدجاجلة المتصدِّرين الذين لايملكون من المؤهلات سوى قرابة وصداقة مدراء بعض المنظمات والمؤسسات…
حضرت لبعضهم فإذا بأحدهم يقف أمام الحضور فيقرأ قراءةً، وأحيانا كثيرة لا يعِي ما يقرأ!!!
يُحاضر في الخطباء عن الخطابة وهو لم يخطب على مِنبَرٍ يومًا، ويُحدِّث المعلّمين عن التعليم وهو لم يعمل في هذا المجال ولو شهرًا، يُحدثنا عن المهارات ونجاح العلاقات وهو فاشل في علاقاته مع أغلب من هم حوله، يحاضر في السياسة وهو لا يعرفها إلا مما يسمعه في نشرة الأخبار…
ثم بعد ذلك يريد أن يُصفِّق الناس له.
حسبنا الله ونعم الوكيل!!!
١٣-١٠-٢٠١٩م