دروس وعبر في ذكرى الانقلاب التركي الفاشل
15 تموز 2016
يصادف اليوم ذكرى الانقلاب الفاشل على الشرعية في #تركيا، هذا الانقلاب الذي تابع أحداثه السوريون بأنفاس لاهثة، وبصر شاخص، وقلب مرتجف، حتى انجلى غبار المعمعة عن انتصار مدوٍ للشرعية وأهلها، وهزيمة تاريخية مذلة للانقلابيين ومن أهم الدروس المستفادة في هذا الانقلاب:
📍 الشرعية: حين يختار الشعب من يحكمه، سيجد الحاكم المنتخب نفسه مدعوما بقوة الشعب في وقت الأزمات والانقلابات، إن لم يكن حبا بالحاكم، فحمية لشرعيته، وصونا لإرادة الجماهير.
📍من يحقق مصالح الناس، تقف الناس معه: لولا نجاح العدالة والتنمية في تحقيق مصالح مادية ملموسة لكل الأتراك، لما وقف الشعب التركي بمؤيده، ومعارضه، صفا واحدا خلف رئيسه المنتخب، صاحب الإنجازات للبلد والشعب.
📍 القائد الشجاع: شجاعة أردوغان الشخصية وقت الانقلاب لا يمكن إنكارها، وهي ليست فقط شجاعة صمود وصبر، بل أيضا شجاعة إقدام وجرأة، حيث أعطى أوامر واضحة للقطعات العسكرية والأمنية الموالية له بالاشتباك مع الانقلابيين حتى الموت، وعدم التسليم لهم، واستغل رصيده الشعبي وإنجازاته في دفع الشعب للنزول إلى الشارع ومواجهة الانقلابيين بغية تعطيل حركتهم، وتخذيلهم عن موقفهم، وإن شجاعة الرئيس في لحظتها، هي ما فتح باب البذل والشجاعة الشعبية على مصراعيه، لأن الناس على دين ملوكها، ولأن الشعب علم أن شجاعته وتضحياته لن تذهب سدى، بل ستسقي شجرة المشروع الوطني.
📍 الدم بالدم والهدم بالهدم: رصاص الانقلاب لا يخرسه إلا رصاص الشرعية، ودبابات الانقلاب لا يوقفها إلا دبابات الشرعية، وطائرات الانقلاب لا يسقطها إلا طائرات الشرعية، هذه هي المعادلة الأساسية، وما تبقى تفاصيل، إذن لا بد للحق من سيف ودرع، ولا بد للشرعية من مخالب وأنياب، وهنا نستشف أهمية أن يكون للثورة وأهلها سلاح، وعسكر، ومخابرات، وشرطة، تواجه به أذناب الثورة المضادة، وفلول الأنظمة العميلة البائدة، وهذا ما عمل عليه أردوغان، فلولا أنه طعّم الجيش والشرطة والمخابرات بأنصاره، وأنشأ قوى عسكرية وأمنية تابعة له، لما صد غدر الانقلابيين، فالشعب الأعزل وحده لا يستطيع دفع إجرام العسكر المنقلب، وفي رابعة خير مثال.
إنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبةٌ
والعَدْلَ فَلْسَفَةُ اللّهيبِ الخابي
لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى
وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهابِ
لا رأي للحقِّ الضعيف، ولا صدّى
الرَّأيُ، رأيُ القاهرِ الغلاّبِ…
📍 التعبئة العقدية والضخ الإعلامي: استطاعت الشرعية في تركيا توظيف كل المنابر اللازمة لتعبئة الجماهير ودفعها للميدان ضد الانقلابيين، وذلك بسردية رصينة واضحة وحاسمة، لا تقبل مجالا للشك أو سوء الفهم، وكان للمساجد والمشايخ، الدور الأبرز والأهم في بعث روح التحدي والإباء في الشعب، مع عدم نسيان دور وسائل التواصل الاجتماعي للتنسيق والترويج.
📍 دور الحليف الدولي: استطاع #أردوغان كسر نمطية التبعية التركية لأميركا، عبر فتح خطوط علاقات واسعة مع #روسيا، وإيجاد سقف مصلحي مشترك معها، خلق نوعا من التوازن مقابل معسكر أميركا، ترجم هذا الأمر واقعا لما تم تسريبه عن دور المخابرات الروسية في تحذير نظيرتها التركية من الانقلاب قبل وقوعه، ما مكن من تلافي الخطر.
📍 الإجهاز على فلول الانقلابيين: لم يكتفِ أردوغان بقطع ذنب الأفعى الانقلابية بمواجهة ضباعها في الميدان، بل تتبعهم في الجحور والأوكار، وبدأ حملة تنظيف وتطهير ضد الكيان الموازي وأنصاره في صفوف الدولة التركية، بشقيها العسكري، والمدني، حتى يضمن استقرار الشرعية، وتجفيف مستنقع الانقلاب.
وددنا لو رأينا #مرسي رحمه الله صنع كما أردوغان، لكن الماضي لا يعود، ولنا فيه عبرة، إلا أن المستقبل لنا، والمواجهة مع الثورات المضادة، وأنظمة الاحتلال الوظيفة لا تزال على أشدها، فأي النموذجين نختار⁉️