سلسلة القراءة السريعة 1 من ٤
القراءة السريعة
وبداية ظهورها وفوائدها وبعض مشاهيرها
يقولون: “القراءة للعقل كالماء والطعام للجسم”، فكما أن الجسم يموت بانقطاع الماء والغذاء ويمرض بقلتهما، فكذلك حال العقل مع القراءة، إذ يقدر العلماء بأن
(80-90) % من المعلومات التي نحصل عليها تأتي من القراءة
ومع هذا الزخم المعلوماتي الكبير في عصرنا (عصر المعرفة) أصبحت القراءة بالطرق التقليدية لا تجدي نفعاً كبيرًا وأصبحت الحياة المعرفية تتطلب وبشكل مستمر اتباع أساليب جديدة في القراءة، لزيادة التحصيل المعرفي.
ومقارنة بمنفعة القراءة السريعة، فمتوسط سرعة القراءة بالطرق التقليدية هو (175) كلمة في الدقيقة، أما بالقراءة السريعة فيصل إلى أكثر من (750) كلمة في الدقيقة، وقد يصل إلى (1000) كلمة، وهناك البعض تجاوز الألف كلمة في الدقيقة مع الحفاظ على فهم أوسع للتركيبة العامّة للنص، مما يسهل تسريع وتيرة الأعمال أو تحسين الدراسة… ولذلك فأنت بحاجة لتنمية هذه المهارة، سواء أكنت محترفًا في عملك، أم طالبًا، أو كنت تعمل في المنزل، أو تبحث عن وظيفة ومستقبل مرموق فقد غدت من المهارات الأساسية المطلوبة لكثير من الوظائف الآن.
تعريف القراءة السريعة؟
القراءة السريعة هي مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى زيادة معدل سرعة القراءة دون التأثير على عملية الفهم أو الحفظ، إذاً القراءة السريعة ليست مجرد تصفّح سريع للكتب دون استيعاب محتواها بل الهدف منها هو فهم أكبر قدر من المعلومات بأقل وقت.
متى ظهرت القراءة السريعة؟
كان ظهور القراءة السريعة في بدايات القرن العشرين، حيث كانت تتركز على الومضات الخاطفة، وكان أقصى سرعة للقراءة هي (400) كلمة في الدقيقة… وفي عام ( 1960)م قامت ” إيفيلين وود ” بتطوير هذا العلم، وركزت على قدرة العين على التركيز على أكبر قدر ممكن من الكلمات، وتجاوزت قراءة (1000) كلمة في الدقيقة.
ما مدى تأثر مستوى الفهم بالقراءة السريعة؟
ليس من الصحيح أن القراءة البطيئة تزيد من الفهم، بل على العكس من ذلك فعندما تقرأ في الساعة ثلاثين صفحة ستمَل وتحتاج عشرة أيام كي تنتهي من قراءة كتاب، وفي آخر يوم تكون قد نسيت معظم ما قرأته في أول الأيام من قراءتك. أما عن طريق القراءة السريعة فسوف تقرأ الكتاب الذي يتكون من (200-300) صفحة في ساعتين إلى ثلاث ساعات، وذلك عن طريق بعض التقنيات التي تقدمها البرامج والتطبيقات الخاصة بتطوير هذه المهارة.
علاقة القراءة السريعة بالنسيان:
من الأسباب المهمة التي تجعلنا ننسى بسرعة وتقلل من استيعابنا، “القراءة البطيئة”؛ لأنها تساهم في حدوث مسافات بين ما نقرأ وبين تفكيرنا، لأن العقل البشري أسرع بكثير من الطريقة التي نقرأ بها، مما يؤدي إلى السرحان والشرود، فالعقل البشري مستمر في التفكير بشكل دائم، (حتى عند النوم). ولذلك فإن استراتيجيات القراءة السريعة لا تعلمنا فقط القراءة بسرعة وتساعدنا على كسب الوقت، بل تساعدنا على ربط أفكار الكتاب مع بعضها، وأخذ فكرة كاملة عن الكتاب (حتى) قبل البدء بالقراءة.
فوائد ممارسة القراءة السريعة:
- تجميع أكبر قدر من المعلومات في زمن قصير نسبيًا.
- تعمل على تقوية الذهن وتعزيز التركيز لدى الفرد.
- تقليل نسيان المعلومات.
- تحرر الذهن من التوتر والقلق والشرود والأفكار غير الصحية…. فعندما تقرأ أسرع سيستغرق النص بين يديك كلَّ وجدانك، ويعرف هذا بالتأمُّل النشط الذي يساعد على التحرر من الضغوط ويمنحك حالة نفسية أفضل.
- تساعد في زيادة معدلات القراءة لدى محبي القراءة والكتب.
- إنجاز الأعمال المكتبية بسرعة كبيرة.
هل اكتساب القراءة السريعة ممكن؟
في البداية قد تواجه بعض الصعوبات في الفهم والقراءة، ولكن كن على يقين أنها سوف تزول وستتعلمها، وستعتاد عليها؛ فالقراءة عادة يمكن لأي شخص بالتدريب أن يكتسبها.
مِن مشاهير القراءة السريعة
يكثر الجدل والسؤال حول ماهية القراءة السريعة، وعن كونها علماً وتدريباً، أم مجرد وسيلة لكسب المال ممن يقومون بتدريبها، وهذا سؤال مشروع في ظل انتشار الكثير من الخرافات التي ينادي بها البعض هنا وهناك.
ولكن القراءة السريعة، إضافة إلى كونها مهارة واقعية تستند إلى أبحاث علمية، فإن هناك أشخاصاً عرفهم العالم اشتهروا بإتقان هذه المهارة، ومنهم على سبيل المثال:
1- جون ستيوارت ميل
فيلسوف واقتصادي بريطاني ولد عام (1806)، كان أبوه أستاذاً في الجامعة، وكان يشجعه على القراءة منذ الصغر، ويعطيه كتاباً لفترة قصيرة، ثم يطلب منه أن يناقشه فيما استوعبه من الكتاب، وعندما كبر حصل على ترتيب (90) على قائمة العباقرة
2- فرانلكين دي روزفلت
هو الرئيس الثاني والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، بدأ شخصاً عادياً في القراءة، واستطاع أن يدرب نفسه على القراءة السريعة، وأصبحت عينه تلتقط أربع كلمات في الوقفة الواحدة، ثم أصبح يلتقط ثماني كلمات، وتدرب أكثر حتى أصبح يلتقط سطرين في القراءة، وأصبح من أكثر الرؤساء قراءة، وكان ينتهي من قراءة كتاب في جلسة واحدة.
3-إيفيلين وود
“سي لويل” كان بروفسوراً في جامعة ( يوتاه )، ورئيسًا لقسم الخطابة، وقامت ايفيلين وود بإعطائه بحثها المكون من (80) صفحة وتوقعت منه أن يقرأها في عدة أيام، ولكنها فوجئت بأنه قرأ البحث في (10) دقائق، وأعطاها درجتها، ولما ناقشته فوجدت بأنه قرأ بحثها فعلاً, فكان يقرأ 2500 كلمة في فعندها عزمت ايفيلين وود على تطوير مهاراتها في القراءة السريعة وأسست معهدها الخاص بها، وألفت كتابا في ذلك.
4-جون أف كينيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، ولد عام (1917)، بدأ عادياً في القراءة، حيث كان يقرأ (284) كلمة في الدقيقة، تم طور سرعته في القراءة لتصل إلى (1000) كلمة في الدقيقة، وفيما بعد أصبح سرعته في القراءة (1200) كلمة في الدقيقة. وكان أسرع القراء في أمريكا في ذلك الوقت، وكان يقرأ الكتاب كاملاً قبل وجبة الإفطار، وقرأ شرح الدستور الأمريكي في ليلة واحدة!!
5- شون آدم
بدأ حياته عادياً في القراءة، وفي طفولته كان يعاني من بعض المشاكل في البصر، وقضى عدة سنوات في تحسين وضع الرؤية لديه، في عام (1982) طوَّر مهارته في القراءة السريعة، حتى وصل إلى الرقم القياسي (3850) كلمة في الدقيقة، وحاز على لقب أسرع قارئ في العالم.
6-فاندا نورث
بدأت عادية في القراءة، فقد كانت سرعتها (200) كلمة في الدقيقة، وكانت يائسة في تطوير قدراتها، ثم حاولت أن تعيد المحاولة بطرق حديثة، ففي خلال سبعة أيام طورت سرعتها إلى (400) كلمة في الدقيقة، وأصبحت أكثر تفاؤلاً، وفعلاً طورت سرعتها
أكثر وأكثر، حتى وصلت إلى (3000) كلمة في الدقيقة، وأصبحت ثالثة العالم في القراءة السريعة.
هذه قائمة لبعض الأسماء في الغرب ممن عُرِفوا بامتلاكهم لمهارة القراءة السريعة، ورغم أن التاريخ العربي والإسلامي مليء بالشخصيات التي اشتهرت بذلك، إلا أنه ومع الأسف، لا يوجد أبحاث علمية كافية للاستدلال على أسماء بعينها بأنها كانت تمتلك تلك المهارة. إضافة إلى ذلك فإن عدداً من المثقفين المعاصرين في مجتمعاتنا اليوم يمتلكون هذه المهارة، إلا أن عدم الاهتمام بها عربياً أدى لعدم توثيق ذلك علمياً.
- سلسلة القراءة السريعة 1 من ٤
القراءة السريعة وبداية ظهورها وفوائدها وبعض مشاهيرها -
سلسلة القراءة السريعة 2 من ٤
محددات تؤثر على سرعة القراءة واستراتيجيات القراءة السريعة -
سلسلة القراءة السريعة 3 من ٤
تقنيات تساعدك على اكتساب مهارة القراءة السريعة -
سلسلة القراءة السريعة 4 من ٤
عادات تجعل قراءتنا بطيئة وعلاجات مقترحة لها