6 مظاهر للطف أو الحب المرضي الذي يجعلهم لا يقدرون حبك
تحلينا باللطف الزائد عن الحد العادي في التعامل مع الآخرين من شأنه إهدار الكثير من حقوقنا، وقد نتنازل عن ذلك أمام من نحب دون أن ندري بأنَّ لطفنا الزائد قد يُفسد علاقتنا مع من نحب!!
فبعض تصرفات اللطف الزائد قد يسيءُ الآخرون فهمها إلى حد الشعور بالإهانة في بعض الأحيان… والبعض الآخر لن يقابلنا بالمثل من باب أن كل معروضٍ مرفوض، وأحيانا سنرفع سقف توقعاتنا لنُصدَم لاحقًا بحقيقة الآخر!!
وفيما يلي سنوضح ببساطة بعض أشهر مظاهر اللطف والحب الذي يوصف بالمرضي (وبالذات في زماننا)، هذه المظاهر التي غالبا ما تبدر من الشباب البريء الذي لم تكن له تجارب ومغامرات… فتراه يحب ويندفع ببساطة، قدوته في ذلك تقليد مظاهر الحب التي كان تتجسد أمامه بما يرى من تفاني أمه أو جدته أو أبيه في خدمته وحبِّه…
والمصيبة كل المصيبة عندما يقع ذاك الشاب في شراك ذات التجارب التي مرت بالعديد من المغامرات مع هذا وذاك أو تلك التي تقلد ما تراه في الأفلام والمسلسلات… لذلك فيما يلي سنحذرك من أبرز 6 مظاهر لذلك اللطف المَرَضي الذي يُضعف العلاقة ولا يقويها:
1- الحضور الدائم:
سواءً بشكل فيزيائي شخصي أو المتابعة الدائمة على وسائل التواصل والحالات والصفحات وحتى الاتصالات… وهو أمر مُنفِّر للكثيرين، فلا بد من عمل توازن بين أن توجد وتهتم بمن تحب ولا يشعر بتجاهلك، لكن في الوقت نفسه تبتعد عنه ضمن مسافة يبقى يشعر فيها بالحرية وعدم المتابعة الحثيثة.
2- الاندفاع الزائد:
بالحب والتعبير عنه بالكلام وبالفعل وبمحاولة المساعدة في أكثر من جانب…
3- الاعتذار المستمر:
قد تفعل ذلك طلبا لرضا من تحب ولكنها صفة تعطي عنك انطباعًا بأنك غير واثق في نفسك وقد يشعر أنك ضعيف الشخصية.
كما أن الاعتذار الدائم والمستمر يجعل الآخرين لا يُقدِّرون قيمةً لاعتذارك، لأنه سهل ومتكرر وحاضر دائمًا، ما يفقدك تأثيرك بالاعتذار.
4- الخوف من قول لا:
هؤلاء المحِبين لا يحبون ولا يعرفون قول: (لا)، على الرغم من أن كلمة (لا) هي أكثر الكلمات تأثيرًا في العالم!! وهؤلاء من شدة تعلقهم بالآخر لا يرغبون بقول لا أو الاعتراض أو الاختلاف.
5- التحول الدرامي:
التحول الدرامي وبالذات عند الصدود أو المواقف السيئة من الآخَر… القاعدة تقول أنّ الخيبة تكون على مستوى التوقعات؛ والمحِب المندفع يتوقع الكثير ممن يحبه، إذ يتوقع أن يقابله نفس المشاعر أو السلوك، لذلك تكون خيبته عند الإساءة أو التقصير كبيرة جدًا وحزنه شديدًا، وقد يدفعه ذلك إلى ردود أفعال قوية ما يجعله يتقلب في علاقته بشدة.
6- المسامحة الفورية:
عن الأخطاء والإساء والقطيعة وغيرها… فالتسامح بشكل دائم لا يعطي انطباعات جيدة عنّا للآخرين!! بل على العكس من ذلك، يؤدي التساهل والتسامح الدائم إلى إعطاء الآخر انطباع بأنك شخص لا تحزن بسهولة، ومن ثُم يستطيع الآخر إيذائك بسهولة دائمًا!! فالتسامح السريع لايعطي الآخرين فرصة لفهمك أو فهم احتياجاتك، والتفكير فيك بشكل أكبر.
ختاما
تذكر بأنه لنجاح أي علاقة لا بد من الاستثمار المتبادل بين الطرفين (المنفعة المتبادلة)، فأي علاقة ناجحة ترى فيها الأخذ والعطاء، لكن الشخصية اللطيفة أكثر من اللازم تمنح الكثير من الحب والعطف والاهتمام ودائمًا وتستهلك طاقتها لتعطي الآخرين، ولذا غالبا ما تغدو هذه الشخصية مظلومة إذ تعطي من غير حساب، ومع ذلك لا يبادلها الناس ذلك ولا بعضه، لأن هذا مخالف للطبيعة البشرية التي تهوى المطاردة والاقتناص… فضلا عن الكم الهائل من الأفكار السلبية والشريرة التي غدت سائدة ومنتشرة بين الناس، والانسان قابلٌ للظلم بطبعه.
الخلاصة ببساطة:
كل معروض مرفوض، وما يأتي بسهولة يتم التخلي عنه بسهولة، والإنسان ظالم جاحد بطبعه، وهذا الجحود عند النساء أكثر، لذلك معظم الشابات يُحبِبن من يجعلهنَّ يَشعُرن بتكبره وفوقيَّته عليهنّ… (لا تتوهم أن حبيبتك استثناء، فكل من فكروا هكذا ندموا وبقيت القاعدة ثابته ونادرًا ما صح الاستثناء)…
لذلك حدد حدودك في علاقاتك لنفسك أولا ثم وضحها بلطف ولباقة للآخرين وعند الإساءة إن قررت أن تسامح فليكن بعد آن يفهم الآخر خطأه… دمتم بخير ولُطف وحبٍ متوازن.