يشك بأنه مصاب بالعين أو بالسحر أو بالحسد… فماذا يفعل؟

2024-04-12 كاتب, محمد أبو النصر, مواضيع فقهية 2,048 زيارة

يشك بأنه مصاب بالعين أو بالسحر أو بالحسد
فماذا يفعل؟

كثيرا ما نُسأل هذا السؤال، وبالذات من النساء، ولذلك أحلناه على مجموعة من المشايخ المختصين وكتبنا لكم خلاصة ما أجابونا به، (ننصح المهتم بقراءة التالي كاملا لترابط وتداخل الأفكار).

أولا: وقبل كل شيء:

إذا كان الشخص يعاني من أي أعراض عضوية بدنية فلابدَّ أولا مِن عرضِ المريضِ على الأطباء المختصِّين وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وهذا من الأخذ بالأسباب بما يوافق السنن الكونية التي أقام الله الدنيا عليها…

ولا مانع من الرقية بالقرآن مع العلاج العضوي، فالقرآن كما صح فيه شفاء للأمراض العضوية كما النفسية والروحية، (وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)، وفي بعض الأحيان يكون المرض العضوي بسبب نوعٍ من السحر يسبب مرضًا عضويًا.

فإن انتفت الأسباب العضوية ولم يُعلم سبب ظاهر للمرض، يُرجَع إلى خبرة وتجارب الرُّقاة الخبراء بالرقية الشرعية من المشهود لهم بالدين والصلاح والصدق، فكم من الرقاة الكاذبين أضاعوا الناس وشتتوهم ليرتزقوا منهم، أو لقلة خبرتهم لا يستطيعون التمييز بين أعراض المرض العضوي وغيره.
وإذا كانت مشكلة الشخص في علاقاته مع الآخرين فعليه أولًا أن يراجع نفسه وسلوكه وتصرفاته مع الناس، ولو استعان بمستشار خبير حكيم أمين ينصحه لكن ذلك له أجدى وأنفع، فكم وكم من سائلةٍ سألتنا عن أنها تشك بسحرٍ للتفريق ينفِّر عنها زوجها، فلمَّا سألنا عن سلوكها وطِباعها، وجدناها تفعلُ ما ينفِّرُ المسكين عنها بأشد مما يفعله أي سحرٍ للتفريق!!
أما إذا لم توجد أعراض بدنية ولا نفسية، فعلى الإنسان أن يفكر بمزيد من العقلانية ويصرف عن عقله هذه الوساوس ولا يُفكر في هذه المواضيع… وفيما يلي أشهر الأعراض التي إذا ظهرت على الشخص قد يدل ذلك على أنه مصاب بمسٍّ أو سحرٍ أو عين.

توضيح مهم عن العين والحسَد:

نحن المسلمين نؤمن أن العين حقٌّ، ففي صحيح الإمام مسلم أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا» [رواه مُسلِم]، وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانَ يُؤمَر العائِنُ، فيتوضّأُ، ثم يَغْتَسِلُ منه المَعِينُ». وأخرج الإمام أحمد وابن ماجه، عن أسماء بنت عميس أنَّها قالت: ” يا رسول الله، إن بني جعفر تصيبهم العين، أفأسترقي لهم؟، قال: نعم، فلو كان شيءٌ سابق القدر لسبقته العين.

وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم يوصي بالرقية من العين، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ». وقد أمر الله نبيه محمدا صلّى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد، فقال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}…

والعين سهامٌ تخرج من نفسِ الحاسِد والعائن نحو المحسود والمَعين تصيبُه تارة وتخطِئه تارة، فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية عليه أثَّرت فيه، وإن صادفته حذِرا متحصِّنًا بالتحصينات النبوية المأثورة لم تنفذ فيه السهام ولم تؤثر، وربَّما رُدَّت السهام على صاحبها. [من زاد المعاد بتصرف].

وتأثير العين يكون على الروح والجسد أمّا السحر فيكون على الجسد والنَّفس (العقَل)… والعين تقع بين الناس كثيرًا أمّا السحر فمحرَّمٌ يحتاج علمًا به وهو نادرٌ بين الناس … ولذلك في الأحاديث النبوية نجد التركيز على خطورة العين أكبر.

التحصينات النبوية:

ولما ذكرنا فقد أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم بالتحصُّن دائما من العين والحسد والشياطين… وأهم وأسهل تلك الحصون:

(آية الكرسي مرّة وسورة الإخلاص والمعوِّذات ثلاثا ثلاثا صباحا ومساءً) [نوصي بالتزامها حتى للحائض والنفساء]،
ومرَّةً بعد كل صلاة،
مع المحافظة على النظافة والطهارة والصلاة،
والابتعاد عن مواطن القذارة والرذيلة والفُحش (مجالس كشف العورات، الغناء الماجن، الإطالة في الحمامات كثيرا…).

ثانيًا: أعراض الإصابة

أشهر أعراض الإصابة بالعين والحسَد:

يشعر المصاب بثقل في أكتافه وكأنه يحمل شيئا ثقيلا.
ألم وصداع في الرأس وخاصة في وقت العصر.
خدران في الأطراف.
ارتفاع في حراة الجسم او الأطراف.
خمول في الجسم وكسلٌ عمومًا.
ضيق في الصدر (يعني يشعر بصعوبة في التنفس).
ضعف في الجسم.
وطبعا الاصابة بالعين تمحق النعمة والبركة من الشخص الذي أصابته وتغير أصله وتحدث اضطرابات وخلل في جسده..

أمّا أشهر أعراض الإصابة بالسِّحر:

صدود عن القران تلاوةً وسماعًا.
ألم في المعدة وأحيانا يرافقه تشنجات.
وجع شديد في الرأس يتحول فيه من موضع لآخر، ويشتد الوجع ليلا.
ضيق في الصدر (صعوبة في التنفس).
تنميل في الأطراف.
يقوم بحركات لا إرادية
يرى أشخاصًا من حَولَه لا يرونهم، فيتكلم معهم ويزجر ويأمر!
عصبي في أكثر الأوقات وخاصة مع الزوج (للذكر والأنثى)
يكره زوجه وينفر منه (للذكر والأنثى)
ألمٌ أسفل الظهر أو أسفل البطن.
يرى في نومه الكثير من الكوابيس، وبالذات بأشكال حيوانات.

وهنا يجب الانتباه إلى ما أسلفنا تداخل بعض أعراض الأمراض الروحية (العين والسحر والمس) وأحيانًا يكون التفريق بينها أمرًا صعبًا يحتاج إلى مُختَص.

ثالثًا: ما يفعل من شك بشيء من هذه الأعراض؟

نؤكد ما أسلفنا من أن من لم يكن عنده أيٌ مِن تلك الأعراض فليقطع هذه الوسوسة ولا يفكر في الموضوع أصلًا

أمّا من ظهرت عنده بعض هذه الأعراض ولم يجد حلًا عند الأطباء فيحسُن أن يذهب إلى راقٍ متخصص، فبعض المشايخ يقولون: “بأنَّ علاج هذه الأعراض دون خبير كالعلاج من الأمراض العضوية بدون طبيب”، وبالذات إذا كانت أعراض المريض شديدة قوية، ففي هذه الحالة يُخشى عليه لو رقى نفسه منفردٍا وصار معه حالة إغماء – وهذا يكون كثيرًا – أن يفقد السيطرة على نفسه ويحدث معه اضطراب حركي وسلوكي وهنا قد يؤذي نفسه أو غيره …

ومن لم يشأ مراجعة مختص بالرقية لينهي شكَّهُ وشكَّ بأنه مصاب (وقد أسلفنا بأنَّه لا يَحسُنُ أن يبقى في دائرة الوهم)، وإنما يجلس فيستمع ساعة كاملة مُصغِيًا (مركِّزًا) إلى تسجيل رقية شرعية (نضع لكم روابط تسجيلات آخر المقال)، فإن زادت عنده الأعراض، أو ظهرت أعراضٌ لم تكن بادية عليه (مثل تنميل الأطراف، الحرارة، ضيق الصدر، أوجاع، دوخة، غثيان (لعية نفس)،حركات لا إرادية، بكاء دون سبب … وغيرها) فهو مصاب ويحتاج لمراجعة راقٍ شرعي ثقة ليختصر المعاناة والزمن في العلاج… وهنا يجدر الانتباه إلى أنَّ الرُّقية أحيانًا لا تأتي بنتيجتها من المرَّة الأولى، فربما احتاج الأمر إلى الاستماع عدة مرات حتى يظهر أثر ذلك على المصاب…

رابعًا: علاجٌ مقترَح.

يدهن جسمه بزيت الزيتون ويستمع مُصغِيًا في اليوم الأول إلى سورة البقرة.

وفي اليوم الثاني يكرر دهن جسمه بالزيت ويستمع إلى سورة الصافات ويس والدخان والجن.

وفي اليوم الثالث يُكرِّر الدَّهن ويستمع إلى آية الكرسي مكرَّرة لمدة ساعة…

وطبعًا عليه أن يحافظ على الصلاة والأذكار.

ملاحظة:

أحد المشايخ المجرِّبين في هذا الباب، أرسل لي كتيبًا صغير الحجم وجد فيه نفعًا في هذا الباب اسمه (نور الابتهاج بخلاصة العلاج/ لعمر نديم قبلان) أرسلته لكم ملف PDF
وفيما يلي روابط لتسجيلات الرقية بأصوات بعض مشاهير القرّاء.

هذا والله تعالى أعلم

اللهم شاف كل مريض وعاف كل مُبتلى بفضلك وجودك يا أرحم الراحمين.

جمعه من إجابات المشايخ محمد أبو النصر

ليلة الجمعة 17/ذو القعدة/1443هـ الموافق 17/6/2022م