أحداث شركة الكهرباء في الشمال المحرر
نعالج العرض ونتجاهل أصل المرض!
#بالتأكيد بعد أحداث عفرين البارحة، معظم النخب ستخرج لتقول لا أحد يقبل بتخريب الممتلكات العامة أو الخاصة (وبالتاكيد نحن أيضا لا نقبل)… والكثيرون من أولئك النخب سيربطون الأمر بمشكلة الكهرباء فقط، وقد يعتبر بعضهم أن المتظاهرين همجيين وغير حضاريين وربما ينعتهم بالعملاء وذوي الأغراض المشبوهة… ولكن:
#قليلون من سيقولون بأن هذا الشعب الحضاري رغم يأسه من المتنفذين قدم ١٢٠٠ شكوى للجنة رد المظالم ولم يستجب له أحد…
#قليلون من سيقولون بأن الشعب قام بعدة مظاهرات سلمية وبقي الناس معتصمين أمام شركة الكهرباء لعدة ساعات، وما كان من المسؤولين إلا أن تجاهلوا مطالب الشعب أكثر فأكثر، حتى أن شركة الكهرباء زادت عدد ساعات قطع الكهرباء مع أننا في فترة امتحانات طلاب الجامعة والبكالوريا… في تحد واضح للشعب.
#قليلون من سيقولون بأن الشركة ربما تكون المستفيد الأكبر من الاعتداء على مقارها، وربما لها يد في ذلك لتغطي على أصل المشكلة، وفي النهاية شركات التأمين ستعوضها..
#قليلون من سيقولون أن من أطلق النار على المتظاهرين وأعطى الأمر بذلك غدت معرفته ومحاكمته أولوية لكل حر…
#قليلون من سيقولون بأن مشهد إطلاق النار أعاد الناس إلى سنة ٢٠١١ والجاهل من ظن بأن هذا الشعب سيرجع إلى الوراء بعد كل هذه التضحيات.
#قليلون من سيقولون بأن فساد شركة الكهرباء هو عينة بسيطة من كم هائل من الفساد المنظم الذي سببه طريقة الإدارة التركية الفاشلة للشمال…
#قليلون من سيتجرؤون على القول بأن تلك الإدارة تتعمد تجاهل أن الشمال السوري المحرر منطقة ذات شعب متجانس كان معتادًا على نظام إداري واحد، والآن يريدون تقسيمه على أربع ولايات، والتي أحيانا تختلف في قوانينها وانظمتها… مع تجاهل تام لتشكيل أي إدارة سورية لهذه المنطقة، حتى غدت هذه البقعة الجغرافية الصغيرة ذات الوضع الأمني الاستثنائي تدار بأكثر من ٢٠ رأس على مستوى الأتراك فضلا عن المتنفذين السوريين!!!
#قليلون من سيتحدثون عن فساد الإدارة والتضييق على الناس في شمال سوريا والذي يهدف لترويض الناس ليقبلوا بأي حل قادم… ولإبقاء المنطقة فقط مدجنة لتفريخ مقاتلين مرتزقة يقاتلون خارج حدودهم وبعيدا عن هدفهم وبأرخص الأثمان.
#قليلون من سيتجرؤون على أن يقولوا أن المجالس المحلية في الشمال هي وجه مقابحة لتلقي الشتائم ولكن من يدير الملفات الإدارية في الشمال هم من يوصفون قانونيا أمام الدول بوصف (مستشارين) أما فعليا وعمليا فهم يوصفون بأنهم (ولاة أتراك) وهم ومساعدوهم من يديرون المواضيع الأساسية في الشمال ويتحملون مسؤوليتها…
فلنسمِّ الأمور بمسمياتها، ولنشخص الأمراض بحقيقتها، وحينها سنصل إلى حل… هذا إن أرادوا إصلاحًا.