وصية العروس
خرجتْ من المعتقل منذ ثلاثة أيام، بعد أن قضتْ ثماني سنوات في معتقلات النظام، وحين طلبَ منها موقع “تلفزيون سوريا”، إجراء هذه المقابلة، اشترطت نشر كل المعلومات التي سترد خلال إجاباتها، وخصوصاً “وصية العروس”.
أنا فتاة سورية، لي عدّة أسماء، ففي فرع فلسطين مثلاً، كان اسمي 3/5، رقمي ثم رقم غرفتي، وفي سجن المزة العسكريّ صار اسمي 2/32، أما خلال جلسات التحقيق يغدو لي أسماء كثيرة، يستطيعُ معظم السوريين تخمينها، سأجيبُ عن كل الأسئلة، وآملُ أن تتسعَ سطور مقابلةٍ واحدة لرواية ثماني سنوات، قضيتها معتقلةً بين فرع الأمن العسكري وفرع فلسطين وسجن المزة وصيدنايا.
ناولتنا السجانةُ المكياج، طالبةً منا تحضير العروس كما يجب، “بدنا نزفّها للمعلم بعد نصف ساعة، وإذا صار تأخير، رح نزفكن كلكن اليوم.
كان الجميع يبكي باستثناء العروس، ذهبتْ بلا دموع، لتعود بعد وقت طويل، بلا دموعٍ أيضاً!!
جلستْ العروسُ قليلاً ثم قالت لنا:” إذا متت هون أكيد رح تعيش وحدة منكن وتطلع، أمانة تقول لكلّ الناس اللي برا إنه عاطف نجيب نفّذ تهديده، ما حبلوا منو كم وحدة، حبلوا آلاف السوريات”.
– – – – – – –
تقول احدى أخواتنا الثقات تعليقًا على الصورة:
“هذا الكلام سمعته شخصيا من أكثر من 10 نساء كُنَّ مُعتقلات، وهناك تفاصيل أبشع بكثير لاتتسع الصدور لذكرها والله المستعان، ولكن بدي استثمرها فرصة لأقول:
كم أستغرب من تجاهل جماعة النسوية لمآسي الأخوات المعتقلات في سجون النظام المجرم!!
تاركين كل ذلك الإجرام ولاحقين الرجل المسكين على الدعسة شو عم يعمل مع زوجته!!
ونازلين تنكيش بالفقه الإسلامي عن أخطاء وهمية مزعومة مستخدمين أتفه الأساليب!!
☝️فعلا لسن منّا ولسنا منهنّ”.
انتهى كلام الأخت