استسمح من أخيك قبل فوات الأوان
استسمح من أخيك اليوم فيوم القيامة لا ينفع دينار ولادرهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت عنده مظلمة لأخيه، من عرضه أو من شيء، فليتحلله منها اليوم، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه». رواه البخاري
– – – – – – –
بقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون
عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من كانت عنده مَظلمة لأخيه، مِن عِرضِه أو من شيء، فليتحلَّله منها اليوم، فإنَّه ليس ثَّم دينارٌ ولا دِرهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه مِن حسناته، فإن لم يكن له حَسنات أُخِذ من سيئاتِ أخيه فطرِحَت عليه». رواه البخاريّ.
المعنى: الإنسانُ ظلومٌ جهولٌ بطبعِهِ ما لم تؤدّبه الشريعةُ الرّبانيّةُ، وإذا غفل الإنسان وقصّر في الاستمساكِ بحبالِ هذه الشريعةِ فستقودُهُ طبيعتُه للوقوعِ في ظلمِ العبادِ بلا شكٍّ.
ولأنّ الله رحيمٌ بنا تركَ لنا باباً مفتوحاً للخلاصِ من مظالِمنا لا يُغلقُ حتى آخر أنفاسنا، ألا وهو بابُ التوبةِ منها وردّها لأهلها.
ولأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رحيمٌ بنا ناصحٌ لنا أرشدنا إلى المسارعةِ في التخلُّصِ من جميعِ المظالمِ الماديّةِ والمعنويّة قبل أن يكونَ القصاصُ يومَ القيامة بالحسناتِ والسّيّئات.
والتخلّص من المظالم المادّية يكونُ إمّا بإرجاعِ الحقّ لأصحابِه أو لورثتِهم من بعدِهم، أو بالحصولِ على مسامحةِ أصحابِ الحقوق مساحةً بلا ضغطٍ ولا إكراه.
والتخلّص من المظالمِ المعنوية يكونُ بالاعتذار والتعويضِ وطلب العفوِ والمسامحةِ.
طريقة مقترحة للتطبيق:
أخي وأختي: الشيطانُ حريص كل الحرص على إغوائنا وإضلالنا، وأكبرُ همّه أن نأتي يومَ القيامةِ خاسرين خائبين. ونحن في هذه الحياة قد نجد من نلوذُ به فيحمينا من أن تؤخذَ الحقوقُ منا، أو قد تكونُ لنا مكانة تجعل من ظلمناه عاجزا عن تحصيل حقّه، لكن يومَ القيامة قريب، وسنأتي الله تعالى حفاةً عراةً بلا جاهٍ ولا عسكرٍ ولا مال… وعندها لن ينفعنا الندم.
فلنسارع إلى التحللِ ممن ظلمناه ما دام في العمر متّسع، والأمر عظيم يحتاج يقظةً وجرأةً في المبادرة. عسى الله أن يغفر لنا ويعفو عنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.