الحديث في العموميات مع أننا نعلم أن الشيطان يكمن في التفاصيل سبب لإفشال أي مشروع، والكثير أصبح عندهم توجس من المبادرات التي غالبا ما تستخدم من قبل بعض الأطراف كوسائل للضغط على إخوانهم وللمزايدة عليهم.
ضرورة البدء بحل الاشكالات المعيقة للتعاون بين الفصائل الكبرى يعتبر أولوية وتجاوز ذلك وتجاوزهم سيجعل أي مبادرة صورية شكلية لا معنى لها، وبيان موقف جماعي من العلماء عن تلك القضايا سيحسم كثيرا من الخلافات وسيقطع ألسنة المتاجرين والمزاودين.
مبادرات المشايخ لو فشلت _ بسبب بعدها عن الواقعية والسرعة أو لكونها مشاريع صورية لا نتائج حقيقية لها_ قد تكون سببا لاسقاط هيبة العلماء وخسارتهم لورقة كان يمكن استثمارها وقت الطوارئ.
أحدهم قال وهو محق: الواقعية تحتم علينا أن نفهم التنوع الذي يخدم الثورة، فيما لو حصل تنسيق حقيقي بين الفصائل مع شيء من التجرد ليبقى التنوع قوة لنا، فنحن بحاجة لفصائل الموك وصواريخ تاوها، وبحاجة للفصائل التي حرقت مراكبها مع الدول والتي ساعة الضغط سينفعني تمردها، وبحاجة لمن له علاقات سياسية جيدة ليفاوض ويناور و…. شريطة أن يكون هذا بتناغم وتناسق
وأقول: هذا التناغم والتنسيق هو ما يجب أن يكون دور المشايخ الآن السعي لتحقيقه ولتعزيزه ولوم المقصرين فيه وكشفهم والضغط عليهم
الحديث في الجانب التنفيذي يجب تركيزه الآن على الجانب العسكري لخطورة الوضع، وما تبقى تبع له لا وقت له الآن.
الزمن يفرض علينا التحرك بسرعة لعملية تنسيق مرحلية سريعة يظهر أثرها فوريا على الجبهات ولبعض إخواننا باع طويل في قيادة عمليات التنسيق.
لابد أن نعلم أن المشكلة المالية للفصائل وردة فعل الممولين على أي مشروع أمر مقلق ومكبل لمختلف الفصائل.
يجب أن تكون أي مبادرة من الموجودين حقيقة في الساحة الشامية ممن لهم ثقل وتأثير وكلمة مسموعة، وأن تكون الصدارة لأهل الشام لكي لا تتوجس الفصائل خيفة من هكذا مبادرات لما تعلمون.
الخلاصة: طرح غير ممكن أو غير واقعي (مرحليا ) يعني: عدم تجاوب الفصائل – سقوط هيبة المشايخ – فتح باب جديد لمزاودات المزاودين- مشروع جديد يحجز اسم مع مئات المشاريع السابقة.
اللهم ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا.
بقلم الشيخ محمد أبو النصر
2/ربيع الثاني/1437
11/1/2016 م
〰〰〰〰〰〰
* #جوال_دعاة_الشام *
للاشتراك على قناتنا عبر برنامج التليغرام
@do3atalsham