تغيير المنكر بالقلب شأن الضعفاء والمساكين
تغيير المنكر بالقلب شأن الضعفاء والمساكين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”. رواه مسلم.
– – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
قال رسول الله ﷺ: “مَن رأى منكم مُنكرًا، فليغيِّرهُ بيدِهِ، فإن لم يَستطِع فَبِلسانِهِ، فإن لم يستَطِع فَبقلبِهِ، وذلكَ أضعفُ الإيمانِ”. [رواه مسلم].
المعنى: جعلَ اللهُ تبارَك وتعالى إِزالةَ المُنكَراتِ من المجتمعاتِ وظيفةً وأمانةً لازمةً في عُنقِ كلِّ مؤمنٍ باللهِ تعالى، فالمؤمنونَ ورثةُ النّبيّينَ في هذه الوظيفةِ يُصلِحونَ ما فسدَ من عقائدِ النّاسِ وَعباداتِهم وَمُعاملاتِهم وَسلوكِهم، وسبيلُ هذه الوظيفةِ لا يكونُ إلّا ببُغضِ المُنكراتِ وَمحاربَتِها وَالنّهيِ عنها.
وأَتباعُ النّبيّ محمّدٍ ﷺ هم الأمّةُ المؤهّلةُ للقيامِ بهذه المهمّةِ، فقد فضّلَهم الله على سائرِ الأُمَمِ لاختصاصِهم بهذه المَزيّة.
وَهذا الحديثُ إنّما جاءَ لِبيانِ وجوبِ إنكارِ المنكرِ على كلِّ مسلمٍ، كُلٌ في موقِعِهِ وبحسبِ قدرتِهِ واستطاعتِهِ، فمن كانَ قادرًا على تَغييرِ المُنكرِ وإزالتِهِ بيدِهِ كالحاكِمِ في سُلطانِهِ، والرّجُلِ في بيتِهِ وَمُلكهِ، والمديرِ في مؤسّستِهِ، فلا يجوزُ له أن يتأخّرَ عن ذلك.
وَمَن كانَ غيرَ قادرٍ على مباشرةِ إزالةِ المنكرِ بيدِهِ؛ لكنّه يستطيعُ ذلكَ بالنّصحِ وَالتّعليمِ ورفعِ الشّكوى للقادرين على ذلك، وَنشرِ المنشوراتِ التي تُبيّنُ هذا المنكرَ وَتُحذّرُ النّاسَ منه، فهو مطالبٌ بهذا على سبيلِ الوجوبِ.
وَأمّا من كانَ لا يَستطيعُ الأولى وَلا الثّانيةَ لِعَجزٍ أو لِخوفِ بطشٍ أو لخشيةِ أن يتحوّلَ الأمرُ إلى منكرٍ ومفسدةٍ أعظمَ من المُنكرِ الأوّل، فهذا لا يُقبلُ منه أقلُّ من أن يُنكرَ هذا المنكرَ في قلبِهِ وَيُبغضَهُ في نفسِه.
طريقة مقترحة للتطبيق:
عاهد نفسك على ألّا تَرى منكرًا، وَأنتَ متأكّدٌ من كونِهِ منكرًا شرعًا، إلّا وَتَسعى في تغييرِهِ بالحِكمةِ وَبحسبِ استطاعتِكَ، بَدءًا مِن نفسِكَ وَأَهلِ بيتِكَ الذينَ ولّاكَ الله عليهم، لأنّ هذا هو دليلُ صِدقِكَ وَإخلاصِك.